تقرير- حسن خالد:
النادي هو من دون شك هو الحضن الأول لأي لاعب يود أن يتجه في طريق العالمية، ولكن مهلاً قبل ذلك البحر، من أن يبدأ هذا اللاعب، هل يرتفع مباشرة للنادي أم يكون في بيئة كروية؛ و ماهي هذه البيئة إلا الأحياء الشعبية التي خلقت من صغار هواة لكرة القدم لاعبين عظماء توجوا بالمونديالات العالمية والبطولات الأولمبية.
المواهب في كرة القدم تتوزع في كل مكان بالعالم، فمنهم من تنفجر موهبته في إحدى الملاعب الشعبية التي تجري بها مباريات كما يطلق عليها «مباريات الفرجان»، وقد يتوهج هذا الموهوب في دوري المدارس الذي يعد في كل رقعة في العالم منجماً غنياً بالمواهب لم يعرف أبداً بالنضوب، ففي كل الأجيال العالمية دائماً ما تكون الأحياء الشعبية هو موطن اللاعب الأول الذي تتلامس أطراف أصابع قدميه بالكرة وبعد ظاهرة اختفاء الملاعب عن الأحياء الشعبية وانقراض دوري المدارس، وافتقارنا لأكاديمية وطنية حقيقية تدور علامات الاستفهام حول جملة لا غيرها من الجمل.. «أين سيولد لاعبونا مستقبلاً ؟!».
كما ذكرت وبدون شك بأن الوسيلتين الوحيدتين اللتين كنا نستنبط منهما مواهبنا الصغيرة، تكون إما في ملاعب الأحياء الشعبية أو دوري المدارس إضافة لوجود بعض من الدورات التي تأتي في مواسم نخبوية، مثلاً دوري البيبسي الذي أُقيم قبل 4 سنوات إن لم تخنّي الذاكرة، والآن الأكاديميات الرياضية، وإن كانت تلك الأكاديميات مكلفة ولكننا نتمحور وحديثنا كله عن البرجوازيين أكبر الفئات المجتمعية وكيف نبرز ما يملكون، فالوسيلة الوحيدة وهي دوري إحيائي شعبي، ودعونا نتساءل قليلاً، ماذا لو أصبحت هذه البطولة برعاية المؤسسة العامة للشباب والرياضة، أو إحدى المؤسسات أي أنها لا تكون عشوائية في أجواء سيئة، بل تقام في الأحياء بتنظيم وشكل تراثي يعكس هذا المنبع الذي لولاه لما كنا قد شاهدنا رونالدو و زيدان ومارادونا و ميسي، وماذا لو أصبحت شكلاً مميزة، مثل إقامتها على شكل بطولة عالمية رسمية، بوجود طاقم تحكيمي شبابي متمرس، ودعوات جماهيرية للحضور بجوائز بسيطة صغيرة تحفيزية، وشعار يصممه أحد المصممين حتى تظهر بصورة رسمية أكثر مما هي ظاهرة عليه الآن بالصورة الهزيلة. فما أجمل أن نشاهد شعار البطولة الخاص، والزيّ الخاص بكل حي مع الشعار، وحكامنا الشباب يسيطرون بكل كاريزما على أجواء المباراة، لنحصل بالنهاية على تجربة أعدنا إحياءها بعدما كانت مورداً مهماً ليس فقط على الوجه المحلي، بل على المستوى العالمي.