حاوره - وليد عبدالله:
اعتبر لاعب منتخبنا الوطني السابق ومدرب منتخب الأشبال مواليد 2000 المدرب الوطني القدير حمد محمد النصف الملقب بـ”ديسكفري” دورة الخليج لكرة القدم “دورة تعارف” وتوطيد لعلاقات البيت الخليجي الواحد، مؤكداً أن دورات الخليج منذ انطلاقها على أرض مملكة البحرين عام 1970 وهي تسهم بشكل فعال في دعم علاقة دول الخليج في توطيد أطر التعاون فيما بينها من جهة، وتعمل على توطيد العلاقة بين أفراد المجتمع الخليجي الواحد عبر إقامة علاقات الصداقة التي تعتبر للاعبي المنتخبات والجماهير الخليجية المكسب الرئيس من هذه الدورة. مضيفاً أن الدورة لم تقف عند تطوير الجانب الاجتماعي في الدول الخليجية فحسب، وإنما ساهمت وبشكل كبير في تطوير وارتقاء كرة القدم الخليجية التي أصبح حضورها على المستوى القاري والعالمي واضحاً وكانت له نتائج إيجابية مثمرة، موضحاً كذلك أن الدورة ساهمت في تطوير الرياضة الخليجية بشتى مجالاتها وأصبحت النواة الأولى لدورات الخليج للألعاب الأخرى ككرة السلة والطائرة وغيرها من الألعاب الرياضية التي كان للحضور الخليجي فيها في المحافل الآسيوية والدولية النصيب في تحقيق الإنجازات للرياضة الخليجية.
جاء ذلك في الحوار الذي أجرته “الوطن الرياضي” معه واستعرضت خلاله أهمية دورات الخليج للرياضة والمجتمع الخليجي الواحد، والمكاسب التي حققتها هذه الدورات والأجواء الجميلة التي عاشها خلال مشاركته هذا المحفل الخليجي الرائع.
أجواء دورة الخليج رائعة
وفي سؤال “الوطن الرياضي” حول رأيه في أجواء كأس الخليج التي عاشها مع المنتخب الوطني، قال: “بداية يجب أن أذكر أنني لعبت مع المنتخب خمس نسخ من دورات كأس الخليج، حيث كانت بداياتي مع الأحمر في البطولة في الدورة الخامسة التي أقيمت في العراق عام 79، واستمرت مشاركتي مع المنتخب في دورات كأس الخليج حتى الدورة التاسعة التي أقيمت السعودية عام 88، وبسبب الإصابة التي كنت أعاني منها في الكاحل الأيمن والتي تعرضت لها في مرحلة الإعداد للنسخة العاشرة المقرر لإقامتها في دولة الكويت عام 90، تم استبعادي من قائمة المنتخب التي شاركت في تلك الدورة. وقد عشت لحظات لا تنسى في مسيرتي الكروية في دورات الخليج، أبرزها علاقات الصداقة التي كوّنتها مع لاعبي المنتخبات الخليجية والتي لاتزال موجودة في حياتي الحالية. كما إنني عشت أجواء دورة كأس الخليج التي تعتبر أجواء رائعة وجميلة ملؤها المنافسة والتحدي والإثارة مع وجود الشخصيات والقيادات الرياضية يتقدمهم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي أعتبره فاكهة دورات كأس الخليج ونورها الساطع الذي أتمنى ألا ينطفئ، وتواجد الأمير المغفور له فيصل بن فهد آل سعود والشهيد الشيخ فهد الصباح اللذين يعتبران بفقدهما خسارة لدورات الخليج. ولكن لاتزال دورة الخليج بخير مع وجود الجيل الجديد من القيادات الرياضية الخليجية كالشيخ أحمد وأخيه الشيخ طلال أبناء الشهيد فهد الصباح والأمير نواف بن فيصل آل سعود وغيرهم من القيادات الرياضية الخليجية”. وأضاف: “والطريف في الأمر أن الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة عندما يريدني أو يسأل عني، لا يجدني إلا في غرف لاعبي المنتخبات الخليجية أو مع لاعبي المنتخبات الخليجية على طاولة الطعام في الفندق، والأمر يعود إلى أنني كنت أستغل تواجدي في دورات الخليج لتكوين علاقات الصداقة وأخذ الصور التذكارية مع اللاعبين المميزين على مستوى دورات الخليج كلاعب الكويت جاسم يعقوب الملقب بـ”المرعب”.
كرة القدم الشاطئية والصالات
وبالنسبة لفكرة إدراج بطولة كرة القدم الشاطئية والصالات ضمن دورة كأس الخليج، قال: “دورة كأس الخليج كانت ولاتزال محط اهتمام وسائل الإعلام الخليجية، وهذا ما ساهم وبشكل كبير في نشر كرة القدم الخليجية على المستوى القاري والدولي، وأكسبها سمعة طيبة على مستوى التنظيم والمستوى الفني، وأصبحت المنتخبات الخليجية تقارع أفضل المنتخبات الآسيوية والدولية. وقد كان لوجود الألعاب المصاحبة للدورة أثر طيب في أن تسهم دورة الخليج في تطوير باقي الألعاب، لاسيما أنها ستدخل ضمن نطاق الاهتمام الإعلامي والجماهيري الذي لن يركز توجيهه على الدور فقط، وإنما سيتجه للاهتمام بالألعاب الأخرى. إلا أن المسؤولين في الاتحادات الخليجية فضلوا عدم استمرارية إدراج الألعاب المصاحبة والاكتفاء بالاهتمام الكلي بالدورة الكروية. ولكن لا ضير أن تكون هناك أفكار تطويرية لهذه الدورة، ولا يمنع ذلك في إدراج فكرة إقامة بطولتين إحداهما لكرة القدم الشاطئية والأخرى للصالات، فكلتا البطولتين ستكونان ضمن نطاق لعبة كرة القدم. فتواجدهما في هذه الدورة التي تزخر بالحشد الإعلامي والحشد الفني من المدربين والمحليين، سيطوّر من هاتين اللعبتين إلى جانب التطوير المستمر لكرة القدم العادية، وسيسهم كذلك في نشر لعبة كرة الشواطىء والصالات اللتين أصبحتا مصدراً مهماً لتحقيق الإنجازات في مختلف المشاركات، ولا ننسى أن نذكر أن منتخبنا لكرة القدم الشاطئية قد سبق وأن نجح في الوصول لكأس العالم للعبة مرتين الأولى عام 2006 والثانية عام 2009، وهذا بحد ذاته إنجاز عالمي يحسب لكرة القدم البحرينية”.
جلالة الملك والأمير الراحل والمعلق النهام!
وبالنسبة للأمور الجميلة التي يتذكرها في مسيرته الكروية، أوضح المدرب النصف أن من الأمور الذي يعتز بها في مسيرته الكروية تسمية جلالة الملك المفدى له بـ”السميّ” عندما كان جلالته ولياً للعهد وذلك في اجتماع جلالته بوفد المنتخب المغادر لدورة كأس الخليج السادسة، مضيفاً أنه يعتز كذلك بمصافحة الأمير الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في الدورة الثامنة التي أقيمت في البحرين 86، وكذلك يعتز باللقب “ديسكفري” الذي أطلقه عليه المعلق البحريني محمد النهام في الدورة الثامنة.
وقال ديسكفري: “لقد كان للعبة كرة القدم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما وصلت إليه الآن من شهرة على مستوى الكرة الخليجية، وهذا لإيماني ويقيني بالله الذي وفقني لما وصلت إليه من مستوى فني خلال مسيرتي الكروية والذي أعطاني الفرصة لأكون لاعباً في المنتخب الوطني”.
متفائل بالأحمر..
وختم المدرب ديسكفري الحوار قائلاً: “متفائل بالدورة المقبلة التي تستضيفها البحرين للمرة الرابعة في تاريخ دورات الخليج. كما إنني متفائل بالمنتخب الوطني في هذه الدورة، حيث أدعو الله عز وجل أن يوفق منتخبنا لتحقيق هدفه في كسر حاجز النحس في دورات الخليج لاسيما على أرضنا وبين جماهيرنا لنيل الكأس الخليجية الغالية للمرة الأولى في تاريخه”. وأضاف: “والجمهور البحريني الوفيّ لا يحتاج لدعوات لمؤازرة المنتخب في هذه الدورة، فالجمهور البحريني مشهود له بحسه الوطني وأتوقع وبشكل كبير أن يكسر الجمهور البحريني حاجز التوقعات في مؤازرة الأحمر في خليجي 21”.
ديسكفــري فــي سطــور
بدأ لاعب منتخبنا الوطني السابق والمدرب الوطني حمد محمد النصف “ديسكفري” مسيرته الكروية بفئة الناشئين بنادي الرفاع الشرقي موسم 72/ 73، بعدها انتقل لفئة الشباب وشارك معه في “ربع ساعة” في مباراة الحالة، حيث اختير بعدها للمنتخب الأولمبي “الشباب سابقاً” للمشاركة في بطولة آسيوية أقيمت في العاصمة الإيرانية طهران نجح من خلالها في المساهمة مع المنتخب في نيل المركز الثالث في تلك البطولة. وقد انتقل بعدها لصفوف المنتخب الوطني وقد حقق معه المركز الثاني في الدورة السادسة التي أقيمت في الإمارات عام 82. وعلى مستوى ناديه الرفاع الشرقي، نجح مع الفريق الأول في الصعود لدوري الأضواء موسم 75/ 76، بعد أن حقق لقب مسابقة دوري الدرحة الثانية. وقد نجح كذلك مع الكتيبة الشرقاوية من تحقيق لقب دوري الدرجة الأولى “الأضواء” موسم 93/ 94. وموسم 96/ 97 لعب لصفوف فريق نادي البسيتين، بعدها أعلن اعتزاله اللعب والاتجاه لمجال التدريب، حيث أشرف على تدريب فرق الفئات السنية بنادي الرفاع الشرقي والبسيتين، كما إنه شغل منصب مدرب ومدير فريق الرفاع الشرقي الأول. ويشغل حالياً منصب مدرب منتخب الأشبال مواليد 2000.