يُمثل الكابتن عبدالرحمن القعود الأب الروحي لصناعة النقل الجوي في مملكة البحرين عموماً، وشؤون الطيران المدني خصوصاً. وشهد قطاع الطيران المدني خلال فترة توليه أمانة المسؤولية الوطنية بإسناد مهمة وكالته إليه قفزات نوعية ونجاحات متتالية أكسبت مملكة البحرين حضوراً قوياً في خطوط الملاحة الجوية وعززت من اسم المملكة في محافل الطيران المدني المرموقة. يصعب على موظفي شؤون الطيران المدني التابعة لوزارة المواصلات أن يفوا الوكيل المتقاعد الكابتن عبدالرحمن القعود حقه.. لقد قدّم الكثير في خدمة مليكه وحكومته ووطنه وشعبه.
الكابتن عبدالرحمن القعود ليس اسماً عابراً في قوائم أسماء المسؤولين في مملكة البحرين، وإنما هو من الشخصيات العالمية المعروفة في أوساط القادة والمسؤولين في حقل الطيران، ولا أدل على ذلك ما حظي به من تكريم واحتفاء لدوره الرائد في هذا المجال من ضمن نخبة العاملين في حقل الطيران بحصوله على جائزة الشخصية المتميزة للإنجاز المتميز في قطاع تطوير الطيران، وذلك وسط حضور أكثر من 700 شخصية مرموقة من مختلف دول العالم يمثلون كبرى رؤساء الشركات والمؤسسات العاملة في حقل الطيران. وينال القعود تكريماً بعد سنوات من الحصاد المثمر في هذا القطاع الذي شهد نمواً كبيراً بفضل ما نفذه من سياسات ناجحة ومتميزة ساهمت في تعزيز تنافسية القطاع مع مختلف خطوط الملاحة المعروفة وذلك بالاستفادة من خبرته الطويلة في هذا المجال وعلاقاته الوطيدة مع مختلف القيادات المسؤولة في حقل الطيران.
القعود في منصبه لا يختلف عن القعود الإنسان خارجه، فهو كان ومازال ذلك النموذج الأصيل للشخصية البحرينية الأصلية، التي تتمتع بصفات المودة والطيبة والتواضع، ويتجلى ذلك في حرصه المستمر عندما كان على رأس وظيفته قبل أن يقرر التقاعد،
إنه مثال للمسؤول الناجح والتفاني والإخلاص في العمل، فقد حمل المسئولية بكل أمانة، كان نعم القائد ونعم الموّجه، وكانت أبوابه مفتوحة للجميع. كما لا يمكن نسيان الدور المؤثر للكابتن القعود في معرض البحرين الدولي للطيران، وهو الحدث الأكثر أهمية في الأجندة الوطنية، ويكتسب اهتماماً ملكياً وحكومياً وشعبياً، فقد استطاع القعود بحكم منصبه نائباً لرئيس اللجنة العليا المنظمة، أن ينجح في هذه المهمة الوطنية، وبحيث ينعقد المعرض بنجاح باهر ويسفر عن عقد صفقات كبيرة ومربحة، وصلت إلى قرابة 850 مليون دولار. ورسم القعود خطة ناجحة حازت على إعجاب الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة وبما أسهم في التأكيد على المكانة المتقدمة للمملكة كدولة متقدمة في مجال صناعة معارض الطيران، واستقطب الشركات العملاقة المصنعة للطائرات للمشاركة في المعرض.
هذه كلمة حق ووفاء لهذا الرجل، ونتمنى الخير للوكيل المتقاعد الكابتن عبدالرحمن القعود.. فقد أعطى الكثير والكثير..ونتطلع من القيادة الرشيدة أن ينال التكريم اللائق بمكانته وخبرته المهنية هو شخصية وطنية وكادر مهني نذر نفسه لما يخدم مصلحة وطنه.