«غرفة لا تنيرها سوى شمعة على طاولة وسط كرسيين خشبيين من دون ذراع أو ظهر، تجلس على الكرسي في الجهة اليمنى فتاة في العشرين، ويقف شاب قرب النافذة الزجاجية المغلقة جهة اليسار، تبدو من خلال النافذة أشباح تتحرك وسط الظلمة.
هي: هل تملك شيئاً إزاء ما يحدث؟.
هو: لله الأمر من قبل ومن بعد!
هي: ألا تستفزك الوجوه التي صبغها الموت؟.
هو: إنما أنا فقير يجري عليه ما يجري عليها!
هي: إنه يأخذهم واحداً تلو الآخر!
هو: وسيأخذني أنا حتماً.
«يقترب منها ويمسك بأصابعها».
هو: هل تملكين أنت شيئاً؟.
هي «تنشج»: لو كنت أملك شيئاً ما سألتك.
هو: إنهم يتسربون من بين يديك!
هي: وسأمضي مثلهم إلى حيث لا نهاية!
«يشعل سيجارة يدخنها بيأس».
هي: هل جرّبت يوماً أن تخسر صديقاً؟.
هو: خسرت جميع أصدقائي!
هي: وما كان شعورك؟.
هو: شعور من يقف على تلة يسائل نفسه هل يرمي بها أم يعيش حتى يرى آخر أصدقائه تحت المنحدر!.
«تنهض تاركة الكرسي، تضع وجهها بين يديها وتبكي لدقائق، ثم تطالعه من جديد».
هي: لماذا يقسو الموت علينا؟.
هو: هذا شأنه فهو مأمور.
هي: لكننا نعاني!
هو: أتحسبينه لا يعاني مثلنا؟.
هي: كيف وهو يخطف أرواحنا؟.
هو: كالذي يرسل سهمه فيرتد إليه.
«تذهب ناحية النافذة تطالع الأشباح، ثم ترتد إليه وهي تقضم أصابعها».
هي: هل ترى ما أرى؟.
هو: جميع من نعرفهم
هي: أظنهم ينظرون إلينا
هو: بل يشيرون!
هي: إذاً هم بانتظارنا.
يسدل? ?الستار.