كتب ـ وليد صبري:
قال أخصائي أمراض الحساسية والصدر د.إيهاب عنان، إن الحساسية من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، وخاصة حساسية الصدر والربو الشعبي، لافتاً إلى أن المنظمة العالمية للربو الشعبي وضعت معايير معينة للتشخيص والعلاج ومحاصرة المرض.
وأضاف أن المنظمة رأت أن زيادة أمراض الربو والحساسية تعود لجملة أسباب بمقدمتها التلوث البيئي، خاصة داخل المنزل وتلوث الطعام والقلق وطفيليات الفراش والحشرات المنزلية، مبيناً أن المنظمة حددت طرق الوقاية والعلاج من الحساسية، عبر السيطرة على البيئة المنزلية، حيث إن غازات المطبخ تتميز بنسبة عالية من الأبخرة، ما يفسر تعرض ربة المنزل للإصابة بالربو، خاصة إذا كان لديها استعداد للإصابة.
ونبه إلى أن السيطرة على البيئة المنزلية تتطلب عدم التدخين بالمنزل، والقضاء على طفيليات وحشرات الفراش، بتعريض الأغطية والوسائد لأشعة الشمس يومياً.
ولفت إلى أن الأم يمكن أن تكتشف إصابة طفلها بالحساسية إذا كان يعاني من الكحة والتزييق بالصدر مع النهجان وإصابته الدائمة بنزلات البرد، وهنا عليها الإسراع باستشارة الطبيب المختص.
ورأى عنان أن هناك عوامل وراثية تسبب الحساسية، وقال «ثبت أن هناك جينات متوارثة تتفاعل مع البيئة وتؤدي للإصابة بالمرض»، موضحاً «أصبح بالإمكان السيطرة على هذه الجينات، خاصة المسببة لحساسية الأنف أو الإصابة بالربو الشعبي، ووضعت المنظمة العالمية للربو الشعبي معايير لعلاج الحساسية، منها العلاج الوقائي باستخدام أنواع معينة من البخاخات المحتوية على الكورتيزون أو بدائله، وعلاجاً أثناء الأزمات عبارة عن بخاخات تحتوي على مركبات معينة، وتستخدم لمرة واحدة أو مرتين يومياً».
وذكر أنه «أحياناً يحدث للمصاب بالحساسية تهيج شديد في الشعب الهوائية، ويعاني ضيقاً بالتنفس، ويصبح الصدر أكثر استعداداً للإصابة بالحساسية، ومن هنا يقضي الحد من انتشار الحساسية ضرورة عدم وضع سجاد أو موكيت بغرف المصابين، مع ضرورة التهوية الدائمة، وتجنب الأطعمة المعلبة، والتشجيع على تناول المأكولات الطازجة، مع تجنب الأبخرة والضغوط النفسية والعصبية».
وأضاف «حتى الآن لا يستطيع أحد أن يعرف بالتحديد لماذا يصاب بعض الناس بمرض الحساسية؟ ولماذا تصيب الحساسية أعضاء معينة في جسم الإنسان؟»، مستدركاً «ثبت أن أجهزة الجسم التي تتعامل مع البيئة الخارجية أكثر عرضة للإصابة مثل الأنف والجهاز التنفسي والعين والجلد».
وأضاف أن الباحثين والأطباء لاحظوا أن مرض الحساسية يزداد انتشاره مع التقدم التكنولوجي في العالم، وتزداد إثره المواد الكيميائية والصناعية».
ونوه إلى أن الحساسية لا تعرف سناً معيناً، وقال «تتفاوت نسبة استعدادات الأشخاص للإصابة بالحساسية، وبالنسبة لحساسية الصدر من الممكن أن تظهر لأول مرة عقب الإصابة بنزلة برد أو أنفلونزا حادة أو التهاب بالشعب الهوائية، خاصة إذا أهمل المريض العلاج أو استشارة الطبيب المختص».
وأوضح «هناك حالات حساسية تظهر لأول مرة نتيجة التعرض للأدخنة والأبخرة، وعلاجها يكمن في المضادات والأمصال، إلا أن استعمالها يجب أن يكون بإشراف طبي».