افتتحت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أمس الأول بمركز الفنون، المعرض الفني الخامس للنحات فؤاد بنفلاح «عندما لا تلتقي النقط».
يستمر المعرض حتى 16 يناير الحالي، في حضرة 22 عملاً نحتياً من خامة النحاس، تراءت إلى المتذوقين بحس فريد وملاذ تطويعي برؤية النحات في البوح عن ما يشده إلى الطبيعة الإنسانية وكيفية تسخير المواد الصلبة لتكون أشكال جمالية تفقه اللامتناه في التكوينات.
ويفصح النحات فؤاد بنفلاح أن العملية النحتية ما هي إلا نقطتان متباعدتان ولا تسيران نحو اتجاه واحد، فالفروق بينة، والالتقاء عسير، لكن الفكر والإبداع، المملوء بالفطرة الإنسانية السليمة، والمهووس بعواطف السلام، جعل منهما مجسماً غاية في الروعة والجمال، فمن اختلافهما شيد بناءه، وأقام صرحه، وثبت دعائمه، حتى ترابطت أطرافه، فأصبح شعلة من الإلهام، لواقع جميل، وعاد الاختلاف رحمة، كما يجب أن يكون.
ويؤكد النحات بنفلاح أن الإنسان قادر على بناء مجتمعٍ متحاب، متآلف، مترابط، كالبنيان المرصوص، مهما اختلفت رؤاهم، وتشعبت طرقهم، كيف لا؟ وقد حباهم الله، بنعمة العقل، وسلامة الفطرة، ونفخ فيهم من الروح الإنسانية، فسر جمال الحياة الأخاذ، يكمن في اختلاف أنواعها، فما كان لجمال الزهور أن يبدو، لو كان صنفاً واحداً، وما كان لعبق الطيب أن يمتاز عن غيره من العطور، لو كان برائحة واحدة، ولو كانت الحياة نوعاً واحداً لأسنت، ولو كان الفكر لوناً واحداً لما كان للإبداع مكان، ولا سكنت أرواحنا لروعة الخلق وعظمته.