عواصم - (وكالات): رفضت المعارضة السورية في الداخل والخارج والدول الغربية الحل الذي اقترحه الرئيس السوري بشار الأسد للأزمة في بلاده، وبدا فيه واضحاً عدم استعداده للتخلي عن السلطة بعد 21 شهراً من نزاع دام حصد أكثر من 60 ألف قتيل.
وتقدم الأسد في خطاب طويل أمس الأول بـ»حل سياسي»، داعياً إلى مؤتمر وطني بإشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية يتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد، وتليه انتخابات وتشكيل حكومة، مؤكداً أن أي مرحلة انتقالية يجب أن تتم بـ»الوسائل الدستورية»، متجاهلاً بالتالي الدعوات الموجهة إليه للتنحي.
وقال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبدالعظيم في مؤتمر صحافي عقده في دمشق «لن نشارك في أي مؤتمر للحوار الوطني قبل وقف العنف أولاً وإطلاق سراح المعتقلين وتأمين الإغاثة للمناطق المنكوبة المتضررة وبيان مصير المفقودين».
وأوضح عبدالعظيم الذي يمثل أهم تجمع للمعارضة السورية في الداخل أن «أي تفاوض وليس حوار يجب أن يكون بإشراف مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة» الأخضر الإبراهيمي، مؤكداً أنه لن يكون هناك «حوار أو تفاوض بيننا وبين النظام مباشرة»، لأن «مرحلة الحوار السياسي والحل السياسي فات أوانها وزمانها ومكانها».
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يمثل أوسع أطياف المعارضة اعتبر أن الخطاب يؤكد «عدم أهلية» الأسد لشغل «منصب رئيس دولة يدرك المسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقه في فترة حرجة من تاريخ بلده»، لأنه «لا يرى إلا بقاءه هو ومنظومة حكمه الضيقة في سدة الحكم رغماً عن أنوف الجميع».
ومضى النظام في التحضير لوضع آلية لاقتراح الأسد كما وعد الرئيس السوري في كلمته.
فقد دعا رئيس الوزراء وائل الحلقي «أعضاء الحكومة إلى اجتماع نوعي لوضع الآليات اللازمة للبرنامج الوطني الذي أعلنه السيد الرئيس بشار الأسد».
واتى خطاب الأسد بعد حركة دبلوماسية مكثفة في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة.
ولقي طرح الرئيس السوري إدانة دول غربية عدة، آخرها فرنسا التي اعتبرت على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو، أن تصريحات الأسد «تعكس مجدداً إنكار الواقع الذي يتمسك به لتبرير قمع الشعب السوري».
وكانت واشنطن ولندن وبرلين رأت أن خطاب الأسد يعبر عن انفصال عن الواقع ومحاولة جديدة للتشبث بالسلطة.
واقتصرت الردود العربية حتى الآن على الرئيس المصري محمد مرسي الذي قال إن الشعب السوري يرغب بمحاكمة رئيسه «على غرار ما كان الشعب المصري يريده، ونحن ندعم الشعب السوري».
وعلى جبهة الدول الحليفة للأسد، رحبت طهران بالخطة التي «ترفض العنف والإرهاب والتدخل الخارجي» وتشكل «حلاً شاملاً للأزمة»، بينما لاذت روسيا والصين بالصمت.
وفي روما، جدد البابا بنديكتوس السادس عشر نداءه إلى «حوار بناء» في سوريا، محذراً من أنه «لن يكون هناك منتصرون وإنما فقط خاسرون» إذا استمر النزاع.
ميدانياً، واصلت القوات النظامية قصف مناطق في ريف دمشق ما تسبب بمقتل العشرات بينهم أفراد من عائلة واحدة في بلدة كفربطنا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين قتل 14 شخصاً في قصف على مدينة حلب في الشمال.
وبلغت حصيلة القتلى الأولية لأعمال العنف في سوريا أمس 45، بحسب المرصد السوري.
وفي هولندا، بدأت صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ رحلتها إلى تركيا حيث من المقرر أن تنشر على الحدود مع سوريا للدفاع عن مدينة اضنة. ونقلت 160 شاحنة وآلية رباعية الدفع صواريخ ورادارات والعتاد الإلكتروني الضروري لتشغيل البطاريات الصواريخ وقسم كبير من تجهيزات 300 جندي متجهين إلى تركيا، من قاعدة بستكازرن العسكرية الهولندية في فريديبييل جنوب شرق البلاد.