أتساءل فأقول إذا ما شجع المواطن منتخباً آخر غير بلده هل سيكون المشجع بذلك قد خلع عنه ثوب الوطنية؟ وحينما لا يكون لاعب المنتخب كما يقولون في يومه، ولم يعط كل ما لديه من المهارات، ولم يلتزم بتكتيك مدربنا العالمي «كالدرون» فكان أثر ذلك الشرود الذهني في المستطيل الأخضر هي الخسارة لا سمح الله، فهل يعد اللاعب بذلك الأداء الهزيل غير وطني؟
أخي المشجع هل حصول لاعبينا على تاج الوطنية مرهون بتحقيقهم لكأس الخليج؟ ويا ترى هل سينزع المجتمع عنهم ذاك التاج متى خسروا البطولة؟ أخي الإعلامي كيف ستصف لاعبي المنتخب إذا ما افتقدوا اللعب بروح الفريق الواحد وقد غلب على بعضهم طابع الأنانية في بعض مجريات سير المباراة؟ فهل تلك الرتابة في الأداء تعني انخفاض معدل الوطنية لديهم؟ أخي المشجع اعلم رحمك الله بأن الوطنية لا تقتصر على جانب واحد من جوانب الحياة، كما إن مجالها لا ينحصر بالجانب الرياضي فحسب فافهم هذا يا لبيب!! أخي المشجع أتفهم أمرك، وأدرك تماماً مدى غيرتك على منتخب بلدك، فكلنا يتمنى حصول فريقنا على كأس الخليج إذا ما علمنا أن المنتخب سيلعب على أرضه وبين جماهيره، ولكن .. ولكن في المقابل يجب أن تعلم أننا لسنا وحدنا من استعد لهذه البطولة بغرض تحقيق المركز الأول، ونحن اليوم لا نطالب المنتخب سوى اللعب النظيف والأداء الرجولي والانضباطية داخل الملعب وخارجه، وأما النتائج فأمرها عند ربي في كتاب.
الأكيد أن لاعبينا سيسعون على قدم وساق لتحقيق الكأس، ولكن علينا ألا نجلد الذات إن لم نوفق بتحقيق الكأس، فالابتسامة يجب ألا تفارق محياك طالما أن هناك أهدافاً أخرى قد تحققت في ظل إقامة هذا العرس الخليجي، والتي من أبرزها التقاء الأخوة من دول مجلس التعاون على أرض دلمون الخير فهذا هو الفوز الحقيقي الذي تحتاجه شعوب دول مجلس التعاون في ظل الأجواء السياسية المتوترة والجاثمة على صدر المنطقة، وفي الختام أقول بأن الروح الرياضية تدعونا جميعاً بأن نصفق لبطل هذه الدورة أياً كان، أما القبعة فيجب رفعها لباقي المنتخبات التي تنافست بشرف إلا أن الحظ لم يحالفها لنيل الكأس، احسب بأن هذا هو التشجيع الإيجابي الذي تفتقر إليه ملاعبنا العربية متى أرادت الارتقاء في رياضتها .. فما أحوجنــا إلى ثقافــة التشجيــع.
أديب البشــير