كتب-حسن خالد:
عندما يلعب أحد اللاعبين لأحد الأندية و يرتفع بمستواه ليصبح لاعباً معتمداً في أحد الأندية فإنه يكون مقيداً تحت تصرفات و أخلاقيات معينة حسب النادي و المبادئ التي يسير على نهجها، فإن هذا اللاعب قد يستطيع أن يكسر هذا القيد أو يتخطى بعض الحواجز التي توضع أمامه، و لكنه لا يلقى ذلك الصيت التي يأتي ضد اتجاهه، و لربما يحصل على القليل منه و لكنه حتماً لا يأتيه كاملاً كما يأتي للاعب المنتخب، وهنا الفارق بين لاعب النادي و المنتخب، فلاعب المنتخب تزداد عليه القيود والحواجز والأنظمة والقوانين ويكون محاسباً بصورة أكبر بكثير من ما كان عليه في فترة سابقة كلاعب ناديه، فقد يطرد في مباراة حاسمة كمثل في تصفيات كأس العالم ويكون سبباً ثانوياً لخسارة فريقه، و إن لم يكن سبباً حتى فإن الإعلام سيجعله ضحية هشة تتلقى الانتقادات باستقبال حر لا حاجز له و من هذا المنطلق سيبدأ عقابه، بل حتى عندما يتجاوز أحد الأنظمة العالمية في احترام الزي الوطني، فهذه المهمة وطنية بحتة، لذا فمن الصعب أن تهفو هفوة صغيرة من دون أن تحاسبك الأجهزة و السلطات الرقابية، سواء المجتمعية أو الصحافية، لأن في ذلك خدش وطني لا يرضاه “الوطنيّون” خصوصاً، ففي ارتداء هذا الزي الأحمر مهمة وطنية و مسؤولية عظيمة لم يتقنها على النحو الصحيح أخلاقياً و فنياً سوى القليل من لاعبي المنتخب و لعلي سأذكر الكابتن القدير سلمان عيسى كمثال، فقد بنى حياة رياضية رائعة رصع بها أخلاقياته على جميع ما أتاه من صعوبات في الملعب أو خارجه، فالمسألة ليست سوى الإحساس بالمسؤولية الكافية و تحجيمها بصورة يكون قد تعرف عليها هذا اللاعب المقدم على مهمته الوطنية.
النقاش
و في نقاش الأمس، بدأ المشارك رياض الجهيم بإعطائنا مثالاً رائعاً على اللاعب المثالي بذكره لبويول لاعب برشلونة و منتخب اسبانيا، في حين قال المشارك المستمر في سلسلة تساؤلات الوطن علي زويد بأن توافر الولاء والأخلاق والتواضع والطموح هو أساس لتكوينية اللاعب و ذكر بدوره مثالاً للاعب المثالي عندما وصف تشافي هيرنانديز لاعب فريق برشلونة الإسباني هو المثل المحتذى به، في حين بين حساب “KShark10” بأن اللاعب يجب أن يوازن بين حقوقه و واجباته و يعطي بنفس القدر، و ذكر “بو سعود” أن اللاعب يجب أن يمتلك عدة مقومات ليصل إلى المثالية، حيث كانت مقوماته عقلية احترافية، لياقة عالية، مهارات فردية، انضباط تكتيكي علاوة على سلوكياته الراقية و روح قتالية بتطور دائم و طموح كبير، و قال المشارك عزام بدر قمبر بأن لاعب المنتخب يجب أن يمتلك الروح و العزيمة و الإصرار و اللعب من أجل رفع الشعار من دون اللعب لمصالحه الشخصية، كما ذكر المشارك محمد خالد بأن مسؤولية و أخلاقيات اللاعب ضرورة حتمية في تطبيق أمثل أوجه المثالية على أرض الميدان، فلاعب المنتخب لا يمثل نفسه بل يمثل كياناً بأكمله و هو البحرين، و بمشاركته المستمرة، شارك أيضاً حساب “السينما العالمية” قائلاً بأنه يجب أن يتقيد اللاعب بأغلال الأخلاقيات حتى لا يرى العتمة عندما يواجه أية متاعب، و عكس في مثاله غوارديولا مدرب برشلونة السابق كلاعب و مدرب في تناوله للمباريات، في حين شارك يعقوب النزر برأيه في نقاش الوطن اليومي مؤكداً بأن اللاعب يجب أن يمتاز بمسؤوليات ووظائف ضمن نطاق معين في دائرة تشتمل الأخلاقيات والقيم الرياضية، و بهذا يبنى أساس كل لاعب و بكل فريق !
فاللاعب بالأول و الأخير يحمل على عاتقه مسؤولية وطنية كبيرة، فحاله يكون مطابقاً تماماً لمن يلبس الزي العسكري و في جبهة حربية، فقط لرفع راية اسم الوطن، فعليه أن يرى بنظرة ثاقبة جديّة اسم هذه المهمة، و يدخل في معالمها و عالمها في الوقت نفسه، و هي المعادلة الأصعب.