خالفت أسعار الأرز في السوق السعودية توقعات سابقة باستقرارها خلال الربع الأول من العام الحالي 2013، حيث سجلت ارتفاعات زادت على 10% خلال الأيام الماضية، على رغم توافر مخزون كافٍ من الأرز في السوق، وسط تكهنات مستثمرين وتجار بتواصل تلك الزيادات، لتبلغ 70% مع نهاية العام.
وعزا مستثمرون وتجار أرز في حديثهم لصحيفة "الحياة"، ارتفاع أسعار الأرز إلى عوامل خارجية، وزيادة الأسعار من الدول المصدرة، إضافة إلى ارتفاع الطلب العالمي.
وتستورد السعودية أكثر من 1.3 مليون طن من الأرز سنوياً، 80% منها من الهند، والـ20% المتبقية من أصناف مختلفة، يتم استيراد جزء منها من أحد الأقاليم الباكستانية، بنسبة 10% من الكميات المستوردة، وهي الأصناف التي لا تجد طلباً كبيراً في السوق السعودية مقارنة بالأصناف الهندية، إضافة إلى أصناف من الفلبين وتايلاند ودول أخرى.
وأكد المستثمر في سلعة الأرز محمد الشعلان، توافر مخزون كافٍ من الأرز في السوق السعودية، مع استمرار التجار في الشراء، ما يعطي طمأنة بتوافر الأرز بكميات كافية تلبي الطلب الداخلي في المملكة.
وقال الشعلان: "ارتفاع أسعار الأرز الذي تشهده السوق السعودية يعود إلى أسباب خارجية، خصوصاً في السوق الهندية، وفي محصول الأرز البسمتي، إذ توجد مضاربات بين التجار الهنود"، مشدداً على أن التاجر السعودي ليس له دور في زيادة سعر الأرز ، لأنه يشتري من السوق الهندية بسعر مرتفع.
وأضاف أن زيادة الطلب العالمي على الأرز البسمتي تسببت في ارتفاع أسعاره، خصوصاً أن جميع التجار السعوديين اشتروا من السوقين الهندية والباكستانية بسعر مرتفع، ومن المتوقع استمرار الارتفاعات لتصل إلى أكثر من 70 في المئة مع نهاية العام الحالي.
واتفق صاحب سلسلة سوبر ماركت محمد البشري مع الشعلان في توافر الأرز بمختلف أنواعه في السوق السعودية، وأكد أنه لا يوجد نقص منه في السوق، على رغم الطلب الكبير عليه من مختلف شرائح المجتمع، إذ يعتبر الوجبة الرئيسة لدى الجميع.
وأشار البشري إلى أن أسعار الأرز شهدت خلال الأسبوعين الماضيين ارتفاعات تجاوزت 10 في المئة، ومن المتوقع أن تواصل الارتفاع، خصوصاً للرز البسمتي الذي ارتفع بأكثر من 6 ريالات للكيس الذي يبلغ وزنه 5 كيلوات، إذ كان سعره في السابق 25.50 ريال، وارتفع إلى نحو 31.50 ريال، وكذلك كيس وزن 10 كيلو الذي زاد سعره بنحو 7.55 ريال، ليصل إلى 61.55 ريال من 54.75 ريال، كما زاد سعر الكيس البالغ وزنه 40 كيلو بنحو 6.95 ريال، وبلغ 239.95 ريال من 233 ريالاً.
وعن أسباب ارتفاع الأسعار ومن يقوم برفعها، قال: "مستوردو الأرز رفعوا الأسعار على التجار بحجة أنه ارتفع في الدول المصدرة، خصوصاً الهند منذ بداية شهر يناير الماضي، إذ إن التجار الهنود اشتروا محصول الأرز البسمتي من المزارعين بأسعار عالية، ما جعلهم يرفعون الأسعار على مختلف المستوردين في جميع البلدان، وبالتالي رفع التجار الأسعار التي يتحملها في النهاية المستهلك.
من جهته، قال خبير في المحاصيل الزراعية، إنه يوجد في السوق السعودية أكثر من 180 مستورداً لمختلف أنواع الأرز، ما يعني وجود مخزون من المتوقع أن يكون كافياً ويلبي حاجة السوق، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار كان متوقعاً، خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار في الدول المصدرة وفي الأسواق العالمية.
ولفت إلى أن هناك تغيرات وارتفاعات في الأسعار في الهند، خصوصاً أن المحصول محدود، ولا يتجاوز 50% مقارنة بالعام الماضي، موضحاً أن حجم واردات السعودية من الأرز هذا العام من الهند يقدر بنحو 7% من حجم الإنتاج في الهند.