قال وزير الدولة لشؤون الكهرباء والماء عبدالحسين ميرزا إن مواجهة التغيير دون الحكمة يؤدي إلى نتائج سلبية، مشيراً إلى أن المنطقة تشهد متغيرات كبيرة على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والدينية والديمقراطية كافة، ما يبرز أهمية دراسة التغيير.
وأضاف ميرزا، خلال افتتاحه أعمال المؤتمر الخليجي الأول للقيادة بعنوان أسرار إدارة التغيير أمس، أن «العالم بشكل عام، ومنطقتنا بشكل خاص، يشهدان أحداثاً ومتغيرات متسارعة في مجالات التحول الاقتصادي والاجتماعي والتنمية(..) فقد أصبحت البيئة الاقتصادية العالمية تتسم بمزيد من التحدي، وتبرز تحوّلاً في ميزان القوة يؤكده النمو في الأسواق الناشئة المتعايشة مع الركود والانحدار في الأسواق الأوروبية».
ويبحث المؤتمر طرق خلق بيئة متكيفة مع التغيير، وكيفية وضع خطط استراتيجية للتغيير، ورسم خطة التحول خلال التغيير، وأسس تكوين فرق عمل تفاعلية معنية باتخاذ قرارات تنفيذية في حالة حدوث التغيير في المؤسسات وعند صناع القرار بشكل عام، كما يستعرض المؤتمر عدداً من النماذج الناجحة التي تم تطبيق خلالها إدارة التغيير على المستوى الاقتصادي والمستوى التنظيمي للمشاريع في دول مجلس التعاون. وقال ميرزا: «كان للمتغيرات الاقتصادية العالمية تأثيرات كبيرة على منطقتنا ودول مجلس التعاون الخليجي، ومن المتوقع أن يستمر هذا التأثير»، مشيراً إلى أن «الحاجة إلى التكيف مع التغيير، يحتم على إدارات القطاع الخاص امتلاك القدرة على الأداء والإنجاز(..) فلا تطور دون تغيير، رغم إمكانية وجود تغيير دون تطور».
وأشار ميرزا إلى أن «التغيير يحدث بعدة أشكال وطرق. فقد يكون مخططاً له كما هو ثابت من طرح التقنيات الجديدة، كالغزو الذي يحدث في عصرنا هذا من قبل ما يسمى بالأجهزة الذكية مثل الآي فون وغيرها من أجهزة الاتصال الذكية مثل الآي باد، إلاّ مجرد أفكار بسيطة لم يمضِ عليها أكثر من عقد من الزمن. ولكنها اليوم، تغير مجرى الحياة، وطريقة الاتصال، وأسلوب التعامل مع مجتمعنا، وكيفية إدخال المتعة على أنفسنا. أما من الناحية الإدارية فإن التغييرات الناتجة عن الهياكل التنظيمية الناشئة أو بيئات العمل تؤثر على ملايين القوى العاملة في العالم، وما حالات الاندماج والتضامن الصناعي إلاّ خير أمثلة على ذلك، وقد شاهدنا هذا الاتجاه بشكل خاص في ثلاثة قطاعات، هي المصارف والطيران والإلكترونيات، حيث كان لعمليات الاندماج تأثير كبير على عدد الشركات الرائدة».
وأردف أن «التغيير الدراماتيكي يمكن أن يحدث أيضاً نتيجة لأحداث لم يجرِ التخطيط لها ولم يكن بالإمكان التنبؤ بها أو السيطرة عليها. ومن الأمثلة البارزة على ذلك الكوارث الطبيعية، فالحوادث الكبيرة التي حصلت خلال السنوات الماضية مثل فوكوشيما وإعصار ساندي وبوبال أو شيرنوبل، تركت علامات على الأساليب التي نعمل بها، والنهج الذي نفكر به، والطريقة التي تباشر الصناعات والحكومات أعمالها بها. ولكن الطبيعة، ليست العامل الوحيد المسبب للتغيير وللطريقة التي نعمل بها»، مشيراً إلى أن «الطبيعة الإنسانية تلعب دوراً لا تقل أهميته عن دور الطبيعة نفسها، كما إن الحوادث التي تقع في الأسواق المالية والمصرفية تعتبر من الأسباب الأساسية للأزمات الاقتصادية الراهنة التي تواجه الاقتصادات النامية، كما إن الفضائح الأخيرة في وسائل الإعلام انضمت كذلك إلى مصاف القطاعات التي تواجه مزيداً من التدقيق والمراقبة». من جهته، تحدث آرثر كرمازي كلمة رئيسة تحدث فيها عن أساليب التغيير المنشود على صعيد الحياة الفردية وعلى المستوى الإداري في بيئة العمل، بعدها ألقى الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة الرئيس التنفيذي لشركة بناغاز كلمة شكر فيها الجهات المنظمة لهذا المؤتمر المهم، مؤكداً أهمية المناقشات في هذا الملتقى على صعيد رفع كفاءة المعاملة الإدارية.