حاوره - وليد عبدالله:
أكد عضو لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” الحكم البحريني الدولي المتقاعد جاسم عبدالرحمن مندي أن دورات كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970 على أرض مملكة البحرين كانت داعمة لجميع الحكام الخليجيين، مضيفة أنها ساهمة وبشكل كبير في الارتقاء بالمستوى التحكيمي في دول المنطقة. وأشار مندي إلى أن دورات كأس الخليج صاحبة فضل على دول مجلس التعاون من خلال تطوير والارتقاء بالمجال الرياضي وأيضاً الاقتصادي في السنوات الأخيرة. وأوضح أن الإعلام في دورات كأس الخليج كان ولايزال يساهم في رفع أسهم الحكام وإنهاء مسيرة البعض، واصفاً الإعلام أنه لا يغفر الأخطاء التحكيمية في هذه الدورات، منوهاً في الوقت ذاته أن كثيراً من الحكام المتميزين قد اعتذروا عن إدارة مباريات الدورات بسبب الزخم الإعلامي والضغوطات التي يشكلها الإعلاميون على حكام الدورة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجرته “الوطن الرياضي” معه وحاولت من خلاله استعراض مسيرته الحافلة في المجال التحكيمي وأبرز مشاركاته ولاسيما في دورات كأس الخليج.
شاركت في دورتين
وفــــــي ســــؤال “الوطن الرياضي” عـــن مشاركاتــــه فـــي إدارة مباريات دورات كأس الخليج خـــلال مسيرتــــــه التحكيمية والأجــواء التـي عاشها في تلك الدورات، أجاب قائلاً: “لقــد عشــت أجـــواء دورة كـــأس الخليـــج مرتين، عندما شاركت في دورة الخليج 82 في أبوظبي و88 في السعودية. وكان في تلك الفترة الاتحـاد البحريني لكرة القدم يرشح أفضـــل الحكــــام الموجودين على ساحـــة التحكيــــم البحرينيــة، وكان لـي الشــرف فـــي المشاركـــة فـــــــي هاتيـــن الدورتيـــن اللتين كانتا إضافتين مهمتيـــــــــــن في مسيرتي التحكيميــــــــة. وقـد أدرت في الدورتيـــــــــن 5 مباريات اثنتان في دورة 82 و3 فـــــــــــــــي دورة السعوديـــــــــــــة 88. وكانــت أبرز المباريـــات التـــي أدرتهــــا مبـــــــاراة السعوديـــــــــة والكويــــت فــي ختــــــــام دورة 88، بعدما اعتذر أحــــد الحكــــــام الفرنسيين عن إدارتها وأوكلها لي رئيس لجنة الحكام آنـــذاك العميــــــد فــــــاروق بوظــــو، وقد وفقت خـــلال المبـــــــاراة مــــن خـــــلال قراراتــــــي التحكيمية في إيصال المباراة إلى بر الأمان والتي انتهت بالتعادل السلبي. وبفضل الله والدعم الذي تلقيته نجحت في مهمتي في كلتا الدورتين كحكم، والأمر الذي ساهم في بروزي على مستــــوى المنطقة”. وأضـــــــــاف: “وقد كانت مباراة السعودية والكويت أهم المباريات على الإطلاق في ذلك الوقت من الدورات، بل كانت تسمى نهائي الدورة، لما لها من أهمية وحضور على المستوى الفني من خلال اللاعبين المتواجدين واهتمام القيادات الرياضية الخليجية بمواجهة المنتخبين”.
وواصل مندي حديثه قائلاً: “وقد تشرفت في دورة السعودية 88 بافتتاح إستاد الملك فهد الدولي بالرياض من خلال إطلاق أول صفارة تحكيمية في الملعب في افتتاح الدورة الذي جمع بين منتخبي السعودية وعمان والذي انتهى بفوز السعودي بهدفين نظيفين”.
مسيرته التحكيمية
وفيما يخص مسيرته التحكيمية، قال مندي: “كانت بدايتي التحكيمية في كرة القدم عام 70 كحكم من خلال الدعوة التي وجهها لي الحكم الدولي والأخ الكبير إبراهيم الدوي في الالتحاق بالمجال التحكيمي لكرة القدم، حيث شاركت في دورة تحكيمية بين 17 مشاركاً من بينهم محمد ياسين وإبراهيم البنعلي وجاسم الصباغ، وكان يحاضر فيها الحكمان المصري صبحي نصير والسوداني عبيد إبراهيم اللذان شاركا في إدارة أول كأس خليج في البحرين. وقد كنا في ذلك الوقت نقوم بالتحكيم في العديد من الألعاب الرياضية كوننا معلمي تربية رياضية. وقد حصلت والحكم المرحوم أحمد الدرازي على أول شهادة تحكيمية في كرة السلة عام 72، وقد أدرت معه نهائي السلة بين الحد والنسور التي انتهت لصالح الأخير بنتيجة 77 مقابل 74”. وأضاف: “وحصلت على فرصة للعمل في دولة الإمارات لمدة 4 سنوات من 72 وحتى 76. وكانت الإمارات صاحبة فضل علي في مشواري التحكيمي، فخلال الفترة أدرت 60 مباراة في الدوري الإماراتي وقد أدرت مباراة سانتوس البرازيلي والنصر الإماراتي في الموسم 72- 73 وذلك بناء على طلب رئيس نادي النصر آنذاك الشيخ مانع آل مكتوم الذي أكن له كل الاحترام والتقدير. وفي 76 عدت للبحرين وكنت أحمل شارة الدرجة الأولى، وقد رشحت في 79 للشارة الدولية وكنت أسرع حكم بحريني يحصل على الشارة بعد إدارتي لـ3 مباريات من المستوى A بحسب نظام الفيفا السابق لمنح تلك الشارة. وقد أدرت العديد من المباريات المحلية في الدوري وكأس الملك المفدى والعديد من المباريات الدولية في مختلف المناسبات، وقد اعتزلت التحكيم في عام 90 بعد مشاركتي في التحكيم في مونديال إيطاليا. وقد منحني الاتحاد الدولي الوسام الذهبي بعد إدارتي لأكثر من 40 مباراة دولية”.
كأس العالم للشباب 85 ومونديال 90
وواصل مندي حديثه قائلاً: “وفي فترة التحكيم شاركت في العديد من المحافل الدولية من تصفيات آسيا وتصفيات مونديالية، ومن أبرز مشاركاتي إدارتي لخمس مباريات في الدوري الألماني، حيث اعتبر أول عربي يدير مواجهات في هذا الدوري، كما وإنني شاركت في إدارة مباريات كأس العالم للشباب في روسيا 85، وحصلت في تلك البطولة على أعلى العلامات، وأوكلت لي مهمة إدارة لقاء المركز الثالث والرابع بين روسيا ونيجيريا. وفي تلك الفترة كنت أفضل حكم على مستوى القارة بشهادة الاتحاد الدولي من خلال المستوى التحكيمي القوي الذي قدمته، وكنت من المرشحين لإدارة مونديال المكسيك 86، ولكن المحسوبية الدولية لعبت دوراً في عدم اختياري. وقد قال لي العميد فاروق بوظو إنني ظلمت في عدم التواجد في المكسيك، وعوضني الله بفرصة التواجد في مونديال 90 بإيطاليا. ولكنني في مونديال 90 شاركت كحكم مساعد وهذه المرة الأولى التي أكون فيها حكماً مساعداً خصوصاً وأنني مسجل في المونديال كحكم ساحة، وذلك بسبب أخطاء عدد من الحكام ولاسيما الآسيويين والذي حرمنا من إدارة المباريات كحكم ساحة”.
قصة اختياره للعضوية الدولية!
وبالنسبة لاختياره لعضوية لجنة التحكيم الدولية، قال: “كان هناك 7 مرشحين للحصول على هذا المنصب ولم أكن ضمن تلك القائمة. وبحسب المعلومات أن الاتحاد الدولي فتح ملفي كحكم ومقيم ومراقب مباريات واطلع على السجل التحكيمي الحافل وقرر منحي هذا المنصب، الذي يعد إنجازاً للتحكيم البحريني وأتشرف أن أتواجد في هذه اللجنة، حيث إنني العربي الوحيد في هذه اللجنة من بين 10 أعضاء!”.
البحرين ولادة في المجال التحكيمي
وواصل مندي حديثه قائلاً: “وأتشرف بأنني مواطن على هذه الجزيرة الصغيرة الحكم والكبيرة في عطاءاتها ورجالاتها المخلصين. ومملكة البحرين كانت ولاتزال ولادة في المجال التحكيمي وقد أفرزت العديد من الوجوه التحكيمية التي خدمت المجال التحكيمي سواء على المستوى المحلي والآسيوي وحتى الدولي. وتعتبر البحرين من الدول العربية القليلة وإن لم تكن الوحيدة التي كانت لها الفرصة في التواجد على مستوى البطولات الكروية العالمية بمختلف فئاتها العمرية”.
الطاقم التحكيمي المرشح لمونديال 2014
وفيما يخص الطاقم البحريني المرشح لمونديال 2014، قال: “بصراحة أفتخر بجميع حكامنا الدوليين الذين أثروا المجال التحكيمي وكانت لهم بصمات في هذا المجال على مستوى القارة وحتى على المستوى الدولي. ولكنني وبصراحة تامة لن أقف مسانداً أو متحيزاً للطاقم البحريني المرشح لمونديال البرازيل المكون من الحكم نواف شكر الله والمساعدين ياسر تلفت وإبراهيم سبت إلا في حالة واحدة وهي أن يثبت هذا الطاقم بأنه جدير ليكون ضمن الطواقم التحكيمية لإدارة المونديال من خلال النتائج العالية في الاختبارات والمستوى الفني في جميع المشاركات، والذي سيجعلني فخوراً وسيكون أول الداعمين لهذا الطاقم في تلك الحالة”.
أعتز بالوسام الملكي السامي
وبالنسبة لمنح عاهل البلاد المفدى له وسام الكفاءة من الدرجة الأولى عام 2002، قال: “تشرفت في البداية بالسلام على جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في عام 2002، حيث قدم لي جلالته هذا الوسام السامي الذي أفتخر وأعتز به، والذي يمثل بالنسبة لي تكريماً من لدن العاهل المفدى وهو الرجل الأول بالدولة على الجهود التي قدمتها لبلدي البحرين والتي تسحق الكثير والكثير من المجهود والبذل والتضحية”.
شكراً للجميع
وختم حكمنا الدولي المتقاعد جاسم عبدالرحمن مندي اللقاء قائلاً: “أتوجه بالشكر للرعيل الأول للتحكيم البحريني على دعمهم لي ولجميع زملائي الحكام، كما وأشكر زوجتي العزيزة على وقوفها بجانبي والتضحيات التي قدمتها خدمة لي ولمشواري التحكيمي. ولا أنسى أن أشكر كذلك صحيفة الوطن على هذا اللقاء الذي أتمنى أن يكون لقاء خفيفاً على قلوب قراء الوطن الرياضي”.