كتب - حسن الستري:
قالــت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن الوزارة تسعى لاستحداث بحيرة صناعية بالقرب من باب البحرين، وإعادة ترميم مبنى بريد المنامة ليكون جامعاً للطوابع البريدية التراثية، واستملاك بعض مباني فريج الفاضل بالمنامة للحفاظ على الطابع التراثي للسوق، واستحداث العديد من المطاعم والمقاهي في السوق التي تقدم المأكولات الشعبية، وإعداد خطة للتغلب على مشكلة مواقف السيارات في السوق، وأن الكلفة التقديرية للمشروع تصل إلى مليون و200 ألف دينار، مشيدة بتعاون العديد من الشركات في دعم المشروع.
وأكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خلال مؤتمر صحافي أمس، استمرار أعمال تطوير سوق المنامة القديم مع الحفاظ على هويته المعمارية ذات التراث المبني على الأصالة والمحاكي لتاريخ مملكة البحرين، مشيرة إلى استعادة السوق لحياته مارس المقبل.
وذكرت أن وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني لم تتعاون مع وزارتها خلال المرحلة التي أشرفت على المشروع، ولذلك تم هدم العديد من المنازل التراثية بالمنامة، وبعدها سعت الوزارة لإصدار قرار بتجميد الهدم بالمنامة.
وأشارت وزيرة الثقافة إلى أهمية تعاون جميع الأطراف المعنية من وزارات وهيئات للمساهمة الفعلية في تطوير سوق المنامة القديم وتجاوز المعوقات التي تواجه التجار لضمان استمرار أنشطتهم التجارية، مؤكدةً أن تزامن المشروع مع انطلاق المنامة عاصمة السياحة العربيـــــة للعــــام 2013، سيتيــــح استعادة المواقع الوظيفية التي كان يختص بها المكان في عهد المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، حيث سيتم افتتاح مكاتب لمنظمتي السياحة العربية والسياحة العالمية للترويج السياحي، كما سيدشن مركز للمعلومات المعرفية حول الأنشطـــة والفعاليـــات الثقافيـــــة والترفيهية.
وأكدت ضرورة التركيز على عامل الجذب من خلال استعادة الحياة في المواقع التاريخية والأماكن التراثية، عبر إحياء المقاهي الشعبية والمطاعم التي لها مكانها في ذاكرة التراث البحريني لاستقطاب أكبر عدد من السياح والمقيمين.
وأضافت أنه سيتم إطلاق حزمة من البرامج السياحية التي تتضمن خطة شمولية لإحياء مبنى البريد القديم مع مبنى باب البحرين في مارس المقبل، إضافة إلى افتتاح متجر «آيس كريم نصيف» ومقهى «زعفران» في الرابع عشر من شهر يناير الحالي والذي يستعيد أحد الأنشطة التجارية التي كان ينفرد بها سوق المنامة، افتتاح تصاحبه فرقة محمد بن فارس للموسيقى.
فيما تحدث المهندس غسان الشمالي من وزارة الثقافة عن المشاريع الإنشائية في سوق المنامة، وطرح الأسس البينية في الحفاظ على الهوية المعمارية مع عدم تشويه لغة التراث الأصلية من خلال استخدام أسلوب المعمار المعاصر وتبسيط العناصر التراثية بصرياً في واجهات باب البحرين حيث تم اعتماد وحدة اللون وتناسق الأشكال والارتفاعات كما تمّ توظيف عنصر الإضاءة كملمح جمالي يزيد من رونق المكان.
وأبدت المتخصصة في شؤون المعـــــارض فـــــي وزارة الثقافـــــة فرانسيس ستافورد رؤيتها حول تنظيم مهرجان فني ثقافي في سوق المنامة، يقدّم عدداً من المصمميــن البحرينيين والمبدعين الذين يعرضون منتجاتهم المبتكرة في مجال تصميم المجوهرات والحلي والمصنوعات الحرفية. إذ يهدف هذا المهرجان التسويقي إلى استعادة الحياة التجارية قديماً التي اشتهرت بها منطقة باب البحرين. كما سترافق «سوق باب البحرين» نشاطات ثقافية وترفيهية منها العزف المباشر للفرق الموسيقية، بيع الأغذية المنتجة محلياً، ورش عمل فنيّة، معرض فني يعرض الأعمال البحرينية وبرنامج خاص بالأطفال، ما يضيف جواً من التلاقي والتفاعــل بيــن مختلــف الزائريـن، إضافة للترويج السياحي لسوق البحرين القديم.
وأبدى عدد من التجار الذين حضروا المؤتمر رضاهم بالخطة التي أعلنت عنها الوزارة لإعادة الحياة إلى السوق، إلا أنهم طلبوا تعاون «تمكيــن» للنهوــض بوضعهــــم الاقتصادي الذي تردى كثيراً.
حضر المؤتمر الذي تطرق إلى مستجدات تطوير سوق المنامة القديم، الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات البحرين القابضة محمود الكوهجي، وكل من النائبين إبتسام هجرس وأحمد قراطة، ونائب رئيس اللجنة الأهلية لمشروع تطوير سوق المنامة القديم محمود النامليتي وعدد من تجار سوق المنامة، إضافة لممثلي الشركات والمؤسسات الأهلية المساهمة في المشروع ومجموعة من الإعلاميين.