عواصم - (وكالات): أطلق المقاتلون المعارضون أمس 48 إيرانياً كانوا يحتجزونهم منذ اشهر في سوريا مقابل إفراج النظام عن أكثر من ألفي معتقل، في أكبر عملية تبادل أسرى في النزاع المستمر منذ 21 شهرا،ً في وقت أعلن عن لقاء جديد بين الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس واميركيين الجمعة. ووصل الرهائن على متن حافلات صغيرة إلى فندق شيراتون وسط العاصمة السورية، وكان في استقبالهم السفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني. وتعد هذه العملية أكبر تبادل للأسرى في النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011، وهي الأولى تعلن رسمياً. ويدل العدد الكبير للمعتقلين الذين وافق النظام السوري على إطلاقهم، على استعداده لتقديم الكثير في سبيل مصلحة طهران أبرز حلفائه الإقليميين. وأعلن التلفزيون الحكومي الإيراني أن المقاتلين المعارضين أفرجوا عن الزوار الإيرانيين. وكان مقاتلون معارضون ينتمون إلى «كتيبة البراء» التابعة للجيش السوري الحر بثوا على الانترنت في اغسطس الماضي شريطاً مصوراً أعلنوا فيه خطف الإيرانيين، قائلين إن من بينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني. ونفت إيران بداية صحة هذه المعلومات، لتعود وتقول بعد أيام إن من الرهائن الذين كانوا يزورون عتبات شيعية مقدسة، عسكريين «متقاعدين». وطلبت إيران مساعدة الأمم المتحدة في إطلاقهم، وتواصلت للغاية نفسها مع تركيا وقطر الداعمتين للمعارضة. وذكر أحمد الخطيب، وهو متحدث باسم الجيش الحر في دمشق وريفها عن «اكتمال المفاوضات من الناحية النظرية» لإطلاق سراح 2135 معتقلاً لدى النظام «بينهم أسماء مهمة».
وقال الناطق باسم مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية الإسلامية سيركان نرجس إن «النظام السوري بدأ الإفراج عن 2130 معتقلاً مدنياً في عدة مدن سورية مقابل إطلاق سراح 48 إيرانياً بين أيدي المعارضين». وفي محاولة متجددة للتوصل إلى حل للنزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً وأدى إلى مقتل أكثر من 60 ألف شخص بحسب أرقام الأمم المتحدة، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف أن «الاجتماع الثلاثي بين بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز والأخضر الابراهيمي مقرر في 11 يناير في جنيف». ويأتي الاجتماع بعد خطاب الرئيس بشار الأسد، والذي قدم فيه «حلاً سياسياً» يقوم على الدعوة إلى مؤتمر وطني بإشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية يتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد، وتليه انتخابات وتشكيل حكومة. وفي سياق متصل، طرح المجلس الوطني السوري على الائتلاف المعارض بدء المرحلة الانتقالية في سوريا عبر تشكيل حكومة مؤقتة تمارس مهامها «في الأراضي المحررة»، في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. من جهته، استنكر الإبراهيمي خطاب الرئيس بشار الأسد وقال إن اقتراح الرئيس السوري لإنهاء الأزمة لم يكن أفضل مما طرح من مبادرات سابقة فاشلة. وقال الإبراهيمي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إن السوريين يعتقدون أن الفترة التي حكمت فيها أسرة الأسد البلاد على مدى 40 عاماً فترة طويلة للغاية وهو ما يمثل أقرب تصريحاته إلى الدعوة المباشرة لخروج الأسد من السلطة.
ميدانياً، قتل 83 شخصاً جراء أعمال العنف في مناطق سورية عدة. وقد سيطر مقاتلو المعارضة على مساحات واسعة في مطار تفتناز العسكري شمال غرب سوريا والذي كانوا يحاصرونه منذ فترة ويهاجمونه في محاولة للاستيلاء عليه.