ذكرت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن اللقاء السري الذي جمع بين مستشار رئيس الجمهورية عصام الحداد، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الأسبوع الماضي كان السبب الأول وراء رحيل وزير الداخلية السابق اللواء أحمد جمال الدين الذي اعترض على اللقاء، وأبدى رفضه لطريقة جماعة الإخوان فيما يتعلق بعمل الأمن.
وأضافت المصادر، التي كانت تتحدث لصحيفة «المصري اليوم» والتي طلبت عدم ذكر هويتها، أن اللقاء تضمن مناقشات حول تطوير عمل جهاز المخابرات المصري، وتحدث سليماني حول تجربته في السيطرة على الأنظمة الأمنية في بلاده، وأبدى المجتمعون من الإخوان رغبتهم في تطبيق التجربة في مصر. يأتي ذلك، في حين رجحت مصادر أخرى أن يكون الهدف من اللقاء بعث رسالة للجانب الأمريكي، مفادها أن في استطاعة مصر أن تجد حليفاً لها، إذا ما قررت الولايات المتحدة قطع المساعدات عن مصر.
وفي الوقت الذي نفت فيه رئاسة الجمهورية لقاء الحداد بـسليماني، أكدت صحيفة «تايمز» البريطانية أن قائد فيلق القدس زار القاهرة بدعوة رسمية، والتقى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية.
وقالت الصحيفة إن الحكومة المصرية سعت للحصول على دعم سري إيراني لإحكام سيطرتها على السلطة، موضحة أن اللقاء هدفه تقديم النصيحة للحكومة حول بناء أجهزة الأمن والمخابرات الخاصة بها، بشكل مستقل عن أجهزة المخابرات الوطنية التي يسيطر عليها الجيش. ورأت الصحيفة، أن اللقاء يثير مخاوف حلفاء مصر من تزايد نفوذ طهران على القاهرة، ونقلت الصحيفة عن عضو بمكتب الإرشاد قوله «أردنا بعث رسالة لأمريكا بأنه يجب أن تكون لدينا تحالفات أخرى مع من نشاء». في المقابل، نفت جماعة الإخوان المسلمين ما تردد حول طلبها دعماً من إيران لتعزيز سيطرتها على السلطة. وقال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، محمود غزلان عبر الصفحة الرسمية للجماعة على «فيسبوك» «نشرت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية نقلاً عن صحيفة بريطانية خبراً عن أن الإخوان المسلمين طلبوا دعماً سرياً من إيران، لتعزيز سيطرتهم على السلطة، وأن قياديين من الجماعة التقيا رئيس فيلق القدس الإيراني، في بداية العام الحالي، وهذا الخبر إنما هو محض خيال وعار تماماً من الصحة».
«المصري اليوم - العربية نت»