كتب ـ جعفر الديري:
لا يمانع شباب بمقتبل العمر من الاقتران بعجائز يكبرنهم بسنوات، شرط امتلاكها بيتاً جميلاً مؤثثاً وسيارتين «آخر موديل» ورصيداً وفيراً بالبنك، والسبب «اختصار مشوار الحياة الشاق والطويل..!».
صنف من الشباب حسموا أمرهم، فتاة جميلة هيفاء في مقتبل العمر ليست بحساباتهم، لا بأس بمطلقة أو أرملة أو عانس في الخمسين أو الستين يشفع لها مالها الوفير ووظيفتها المرموقة، نجدهم يتقربون منها للفوز بنظرة عطف.. ابتسامة.. والختام حياة رغيدة وزواج سعيد.
الواقع يفرض نفسه
يقول سمير «لو كنت في ظروف غير هذه لفكرت بطريقة مختلفة» ويرى في الاقتران بعجوز غنية أمراً محبباً وليس مقبولاً وحسب «الفتاة الصغيرة في مثلي سني تهبني شيئاً من السعادة هذا مؤكد.. لكنها حتماً لا تمنحني المال الذي أحتاجه».
ويجد أحمد في الاقتران بزوجة عجوز غنية فكرة واقعية «ليست كما يصورّها الغالبية شذوذاً غير مقبول» ويضيف «ربما تلتمس العذر لأمٍ تتمنى زوجة صغيرة دلوعة لابنها، لكن الناس لا يرون سوى الجانب المظلم من المسألة».
وينظر للموضوع من زاوية المصلحة المشتركة «امرأة عجوز تخشى الوحدة بعد تجارب مرة ذاقت خلالها طمع الأزواج وترى في الشاب الأقدر على حمايتها، وفي المقابل هناك شاب يبحث عمن يعينه على تحقيق طموحه.. ما المانع طالما يفهم كل الآخر جيداً؟!».
الفتاة هي المُلامة
ويتهم خليل الفتيات في دفع الشاب للاقتران بعجوز «نظير ما تُحمله من مطالب حتى قبل الزواج»، ويتساءل «إلى متى تستمر الفتيات في هذا الجنون؟ عندما تخبرها أن هناك من يرغب الاقتران بها لكن أحواله ضعيفة، تقابلك بصلف وعنجهية ورفض قاطع وتغفل عن عمرها الضائع، حتى يصل بها الحال إلى القبول بأول طارق لبابها».
ويضيف خليل «أمام جنون الفتيات ماذا يفعل الشاب وهو يجد امرأة عجوز لا تطلب سوى الستر؟ يقبل بها كما يقبل بزوجة فلبينية لا تطالبه بشيء بل تمدّ له يد المساعدة».
مختل عقلياً
هذا الرأي لا يلقى قبولاً لدى فاطمة ذات الخمسة والعشرين ربيعاً، وتنحو باللائمة على الشاب وليس الفتاة «المهر والسكن مثلاً أبسط ما يمكن أن يوفرهما الزوج لزوجه».
وتتساءل فاطمة عن مدى نجاح الاقتران بشاب لا يستطيع تأمين أبسط لوازم الزواج، وترى أن التعلل بغلاء المهور وصعوبة إرضاء الزوجة الشابة ليس مبرراً للاقتران بعجوز وتجده «سفهاً في الرأي وضعة نفس، أي شاب هذا الذي يستبدل الفتاة الشابة بامرأة عجوز؟! كيف لشاب يتفجر حيوية ونشاطاً أن يقبل العيش مع عجوز للفوز بدنانيرها؟» وتجيب «من يفعل هذا إمّا أن يكون مختلاً عقلياً.. أو طمّاعاً لا يهمّه سوى المال».
بين العرب والغرب
حسن شاب قضى أكثر من 7 سنوات يدرس في دولة أوروبية، عاد لوطنه وبصحبته زوجة تكبره بعشرين عاماً «المجتمع ينظر لموضوع الزواج بغريبة كبيرة في السن من باب الخطيئة العظمى».
ويسأل حسن «أمر مدهش حقاً ما شأن الناس بمن تزوجت؟ في تشيكوسلوفاكيا حيث درست لا أحد يُعنى بهذا الأمر، هناك لا أحد يتدخل بشؤون الآخرين».
عجوز ولا تنجب
وتلفت صفاء الانتباه إلى أمر مهم، وتؤكد أن الزواج من امرأة عجوز يعني التخلي عن الأبوّة وإنجاب الأطفال وتجده أمراً لا يرغب عنه إنسان عاقل.
تقول صفاء «المرأة متى تقدمت في السن تتراجع فرص إنجابها أطفال أسوياء، لا أستطيع هضم وجهة النظر المؤيدة للاقتران بالعجائز.. لو كان الزوج متقدماً في السن أيضاً أو أرملاً لكان يمكن تبرير الرغبة، أما أن يقدم شاب على الخطوة فأمر يدعو للدهشة».