كتبت ـ شيخة العسم:
مع التقدم التقني المتسارع وعصر التكنولوجيا الحديثة، بات التمييز بين الضروريات والكماليات مهمة شبه مستحيلة، والمجادلة حول تصنيف الحاجات بين الضروري والكمالي تحسم غالباً لصالح الأول.
3 موبايلات للشخص بدلاً من واحد، وجهازا تلفزيون وربما أكثر بالمنزل، وخادمتان فما فوق، ولعبة «x-box»، وقائمة العطورات والمكياجات، والسيارات الحديثة وتجديد أثاث المنزل وسواها، كلها أصبحت أساسيات لا غنى عنها.. فما هي الكماليات إذاً؟!.
3 موبايلات وخادمتان
لا تستطيع أم علي الاستغناء عن أيّ من هواتفها الثلاثة «هواتفي الثلاثة مهمة وضرورية جداً، وعندما يتعطل أحدها أستعجل ابني الأصغر حسين أن يذهب لإصلاحه فوراً، جميعها تحوي أرقاماً موزعة بين الأهل والمعارف والأصدقاء هذا أساسي جداً» .
وترى فاطمة محمد تجديد الأثاث، ووجود أكثر من قطعة للجهاز الكهربائي الواحد وخاصة التلفاز والهواتف، كلها أشياء انتقلت من خانة الكماليات إلى الأساسيات «كلمة كماليات عفى عليها الزمن».
فاطمة موظفة ومنزلها واسع ولديها أولاد «أحتاج لخادمتين بدلاً من واحدة، هذا أمر ضروري وأساسي في حياتي لتنظيم شؤون المنزل»، وعلى من يقول «أمهاتنا وجداتنا لم تكن لديهم خادمة» ترد فاطمة «ذاك ماضٍ ولى، اليوم العصر والأبناء والمتطلبات كلها تغيرت».
لا كماليات بحياتنا
شيماء صالح تعتبر أي شيء تستعمله أساسياً لا من الكماليات «بدءاً بالأجهزة الكهربائية مروراً بالمستلزمات الشخصية، كريمات ترطيب البشرة والمكياج وقلم الكحل والسيشوار كلها ضرورات» وتضيف «لا أستغني عن شيء أستعمله يومياً، ولا أعتبر المبالغ المصروفة لاقتنائه تبذيراً».
عبدالله سلمان ينظر بعين إيجابية لتغير مفهوم الأساسيات ليشمل جميع الأجهزة ووسائل الراحة بالمنزل «زوجتي موظفة ولا وقت لديها للواجبات المنزلية، اضطررنا لشراء جفافة ملابس، واشتريت مؤخراً غسالة للصحون».
وليد خالد بالمقابل لا يستغني عن لعبة الإكس بوكس في غرفته «ليست وسيلة للترفية فقط، إنما لعبة لا أستغني عنها أبداً مذ كنت صغيراً، بدأت بلعبة السيغا والأتاري والفاملي ثم انتقلت إلى الإكس بوكس»، ويضيف ضاحكاً «لا أتخيل حياتي دونها».
وتعود بنا الجدة كلثوم إلى الوراء حيث الضرورة تقتصر على المأكل والمشرب والملبس «عشنا حياة بسيطة جداً، الأساس فيها الطعام والحطب، آباؤنا كانوا يعتبرون السرير شيئاً غير ضروري، كنا ننام على فُرش هزيلة وإخواني يرقدون على الخوص والسعف فوق أسطح المنازل».
وتضيف «بعدها ظهرت المكيفات والتلفزيونات وحتى السيارات، في البداية اعتبرها كثيرون غير ضرورية، قبل أن تصبح حتى الأجهزة الرياضية أمراً لازماً بحياتهم».