كتبت ـ عايدة البلوشي:
لم تفهم أم أحمد سلوك ابنها العدواني تجاه شقيقه «فهمت أخيراً أنها الغيرة عندما حاول حمله من حضني ورميه خارجاً»، فاطمة علي 19 سنة تكبر أخاها بـ3 سنوات «عندما ولد أخي ميّز والداي بيننا ونشأت الغيرة» وتضيف «كنت أمزق كتبه ودفاتره المدرسية كي ينال عقاب المعلم».
بالمقابل تغار ابنة أم حنان من كل أطفال الحارة وتحظر على أشقائها اللعب معهم، وتعترف عائشة محمد أنها السبب في نشوب الغيرة بين ابنتيها «كان هدفي التشجيع والحث على التفوق والنتيجة جاءت عكسية».
القصة الأولى
تروي أم حمد قصة ابنها البالغ من العمر 5 سنوات «أحمد هو البكر منحته كل الاهتمام والرعاية، ولم أدرك ما الغيرة بين الأطفال، إلى أن حملت بابني الثاني عبدالله».
لم تُهيئ ابنها البكر بقدوم أخ جديد «نشأ شعور الغيرة لديه تلقائياً ولم أشعر بمدى خطورته» وتضيف «في الأيام الأولى بدأ أحمد يبكي ولا يريد أن يأتي إلى جانبي، وكلما حاول والده إحضاره إلى المستشفى يأتي دون أن يقترب مني، وبطبيعة الحال لم أبالي، حتى بدأت أشعر أنه كثير الغيرة».
وتتابع أم أحمد «تارة يحاول ضربه وتارة يحاول رمي أغرضه في سلة المهملات، كان آخرها عندما حاول حمله من حضني ورميه خارجاً». وتحاول الآن قدر المستطاع الجمع بين الشقيقين ولكن دون جدوى «أعتقد أن التهيئة المبكرة لقدوم مولود جديد تجنب الطفل الشعور بالغيرة وهي أساس الحل».
الثانية
فاطمة علي تبلغ من العمر 19 عاماً تقول «الغيرة شعور فطري يخلق نتيجة تفرقة الوالدين بين أطفالهما، خاصة بين الذكر والأنثى» وتشرح حالتها «أكبر أخي الصغير بثلاث سنوات، لكنه الأساس في المنزل لأنه صبي هذا ما كانت والدتي تردده دوماً، إلى أن نشبت غيرة بيني وبينه». وتضيف «وصلت غيرتي لدرجة أني كنت أحاول في كثير من الأحيان بأن أضره كأن أمزق كتبه المدرسية، حتى ينال توبيخ المعلم».
وتفسر حالة الغيرة «ربما الوالد والوالدة لم يقصدا خلق الغيرة بيننا، ولكن بعض الأمور كنت أمنع عنها بشدة وكان الأجدى منعي بطريقة أكثر لطفاً» وتذكر «عندما طلبت من والدي أن يشتري لي دراجة، كانت ردة فعله شديدة أنت فتاة ولا علاقة لك بالدراجة، كان بإمكانه توضيح أسباب رفضه لشراء الدراجة بأسلوب أكثر لطافة يتناسب وسني عمري».
الثالثة
أم حنان تغار ابنتها من الأطفال عموماً «تمنع أشقاءها من الحديث مع أي طفل، وبطبيعة الحال أخوتها يحبون الأطفال ويلعبون معهم، ففي حال وجودنا في بيت العائلة والأطفال موجودون، تلعب ابنتي البكر فاطمة معهم، وحنان وبطريقة لا شعورية تحاول بأي طريقة منعها كأن تقول لها أحياناً أمي تناديك، أو التلفون يرن، وتضيف «حاولنا جاهدين لتخفيف غيرتها دون جدوى».
الرابعة
«أنا من خلقت الغيرة بين بناتي» تقول عائشة محمد أم لطفلتين وتضيف «كنت كثيراً أستخدم أسلوب المقارنة بين شذى وشيماء، في بادئ الأمر كان الأسلوب يأخذ نوعاً من التشجيع للتفوق الدراسي».
وتتابع «بدأت الأمور بسيطة، كنت أقول لشذى على اعتبار أنها الأصغر سأعطي الوجبة لشيماء تشجيعاً لها لتأكل» وتقول «لم أعطِ الأمر أية أهمية تذكر، إلى أن كبرت دائرة الغيرة بين الشقيقتين، وأصبحت شذى تغار من أختها وشيماء أيضاً، ومن هنا بدأت أبتعد عن هذا الأسلوب، وأحاول قدر المستطاع المساواة بينهما في التعامل».