كتب- علي محمد:
يرزح لاعبو منتخبنا الوطني تحت وطأة ضغوطات هائلة نظراً للمطالبات الجماهيرية الصاخبة بإنهاء فترة الجفاء مع كأس الخليج خاصة وأن البطولة تقام على أرضهم ووسط جمهور غفير من مسانديهم وهي التي بدت طيعة لمن يكرم وفادتها في الآونة الأخيرة بعد أن ابتسمت للمرة الأولى للإماراتيين والعمانيين على التوالي.
ولكن يبدو أن هناك المزيد من الضغوطات ستطفو على السطح في قادم الأيام حيث تعتبر النسخة الحالية بمثابة الفرصة الأخيرة للعديد من اللاعبين لتسجيل أسمائهم بين عظماء الخليج نظراً لارتفاع معدلات أعمارهم واقتراب مسيرتهم على المستوى الدولي من خط النهاية.
ويعتبر منتخبنا الوطني صاحب أكبر معدل بالنسبة لأعمار اللاعبين المشاركين في «خليجي 21» والذي يتجاوز الـ25 عاماً وهو رقم يبدو في الوهلة الأولى بأنه منطقي للغاية ولكن الواقع يبدأ في التغير رويداً رويداً بمجرد الاطلاع على التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها المدرب الأرجنتيني كالديرون والتي تشكل في غالبيتها العظمى العمود الفقري للمنتخب البحريني في السنوات الماضية.
وتجاوز قلبا دفاع المنتخب محمد حسين وعبدالله المرزوقي الثلاثين ربيعاً ببضعة سنين وهو نفس حال مايسترو الكرة البحرينية محمد سالمين وحسين بابا، فيما تستعد أسماء مهمة على غرار عبدالوهاب علي وسيد جعفر من دخول نادي الثلاثين!
ومع ذلك يبدو مستقبل «الأحمر» باهراً بتواجد نخبة من المواهب الصاعدة القادرة على استلام دفة قيادة الحلم البحريني في قادم الأيام أبرزها عبدالوهاب المالود أظهر بأنه مشروع نجم جديد أمام «الأبيض» الإماراتي, فضلاً عن الحوسني وسيد ضياء وراشد الحوطي.
ولا يبتعد معدل أعمار «الأخضر» السعودي كثيراً رغم وعود المدرب الهولندي فرانك ريكارد بتجديد عناصره وتأسيس منتخب شاب قادر على المنافسة في أعلى المستويات في المستقبل.
ويبدو أن مدرب برشلونة السابق لم يجد بديلاً عن الاعتماد على خدمات المهاجمين المخضرمين ياسر القحطاني وناصر الشمراني, كما تبرز بعض الأسماء صاحبة الخبرة الطويلة من أمثال متوسطي الدفاع أسامة الهوساوي وأسامة المولد ولاعب الارتكاز الصلب سعود كريري الذي يقترب من دخول عامه الخامس والثلاثين!
ودحض المدربان الوطنيان الإماراتي مهدي علي والعراقي حكيم شاكر نظرية الخبرة وذلك بعد أن نجحا في تقديم أنفسهما كأفضل منتخبين في البطولة حتى الآن باعتمادهما على العناصر الشابة.
ويشكل لاعبو منتخب الشباب والأولمبي نواة المنتخب الإماراتي المشارك في «خليجي 21» والذي ظهر بصورة لافتة, حيث برز كل من حمدان الكمالي وإسماعيل الحمادي في الدفاع, فيما أظهر الواعدان علي مبخوت وعمر عبدالرحمن «عموري» لمحات فنية تنبئ بعودة زمن النجوم.
أمام حكيم شاكر فأثبت حكمته باعتماده في غالبية عناصره على العناصر الواعدة التي أعادت روح الشباب والحماس «لأسود الرافدين» التي نزفت كثيراً في النسخات الأخيرة من البطولة لينجح في قيادة العراق لبلوغ الدور النصف نهائي متجاوزاً منتخبين عريقين هما السعودية والكويت على التوالي.