أطلق صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء فكرة إنشاء مركز علاجي ووقائي متقدم لمرضى السرطان والأمراض المزمنة تشارك في إنشائه دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أن يعلن وزراء الصحة بالخليج العربي عزمهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيقها.
وحث سمو رئيس الوزراء، خلال استقباله أمس وزراء الصحة وأعضاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بـ»التعاون»، على أن «يتم الاتفاق على مستوى دول المجلس مع المراكز الطبية والبحثية المتقدمة في العالم في مجال الأمراض المستعصية وغيرها وأن تتبلور فكرة مركز خليجي متقدم للأمراض السرطانية»، داعياً إلى «زيادة الاستثمارات في المجال الصحي بين دول المجلس وتوسيع سياسة الشراء الموحد للأودية ذات الجودة العالية».
وقال سموه إن « مملكة البحرين وشقيقاتها من دول مجلس التعاون حريصة على ضمان سلامة الأدوية لارتباطها الوثيق بصحة وسلامة المواطن والمقيم، ولا مجال للتهاون أو التراخي في تطبيق المعايير والاشتراطات الخاصة باستيراد وتداول الأدوية»، مشيراً إلى أن «توحيد السياسات والإجراءات الصحية على مستوى دول مجلس التعاون يعزز التعاون ويعد أحد الجسور التي نصل من خلالها إلى التكامل الخليجي».
وأضاف رئيس الوزراء أن «ما تشهده المنطقة من توسع كمي كبير على مستوى الخدمات الصحية هو مؤشر على التطور الملحوظ في توفير الخدمات الصحية عالية المستوى عبر العديد من المراكز المتخصصة، وبناء وتطوير منشآت صحية وفق أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة».
ودعا سموه إلى الحفاظ على ما تحقق وأنجز من مكتسبات كبيرة حققتها دول المنطقة، وأشاد سموه بقرار مجلس وزراء الصحة لدول التعاون إشهار توحيد تسعيرة الأدوية المستوردة لدول التعاون بعملة واحدة، مؤكداً أن القرار يصب في صالح المواطن الخليجي من خلال حصوله على دواء آمن وفعال وبجودة عالية وبأسعار مناسبة.
واشاد رئيس الوزراء بالمواقف الناصعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة التي ستبقى مضيئة على صعيد مسيرة مجلس التعاون ومنها دعوته للانتقال إلى الاتحاد الخليجي حيث مافتئ عن تقديم المبادرة تلو المبادرة لنصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية .
وقال إن «دول التعاون حققت طفرة في مجال الخدمات الصحية جعلت مواطنيها ينعمون بخدمات وتسهيلات لا تتوافر حتى في بعض الدول المتقدمة»، مضيفاً أن «دولنا بخير بفضل قياداتها وتوجهاتهم لخدمة شعوبهم، ولا يمكن مقارنة دول وشعوب مجلس التعاون بالدول الأخرى في معدلات الرفاهية والعيش الكريم».
وأكد سموه أن «دول المجلس مستهدفة وأن التهديدات والتحديات لاتقتصر على دولة بعينها لذا يبقى الاتحاد الخليجي مطلباً ينبغي أن يتحقق لأن قوتنا في وحدتنا»، مشيراً إلى أن «التحديات الأمنية التي تواجهها دول المجلس تتطلب منا جميعاً أن نتخذ الحيطة والحذر وتوحيد الخطى التي تدعم الأمن والاستقرار في دول مجلس التعاون». ورحب سموه بالمشاركين في المؤتمر الرابع والسبعين لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون» ، مؤكداً أن مملكة البحرين تسعد دائماً باحتضان فعاليات العمل الخليجي المشترك التي تشكل منطلقاً نحو استكمال مسيرة التعاون وصولاً إلى مستويات أرقى من التنسيق والتكامل.
وأعرب عن تقديره للجهود التي يقوم بها المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون في وضع ومتابعة الخطط والبرامج الصحية التي تهدف إلى توفير البيئة الصحية التي تلامس طموحات الإنسان الخليجي. من جانبهم، أشاد وزراء الصحة بدول مجلس التعاون بتوجيهات سموه بإنشاء مركز علاجي ووقائي متقدم لمرضى السرطان والأمراض المزمنة تشارك في إنشائه دول المجلس خليجي لأمراض السرطان ،وعبروا عن تأييدهم لهذه المبادرة وانه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيقها.
وأعرب الوزراء عن تقديرهم عالياً توجيهات سموه فيما يتعلق بالشراء الموحد، مشيدين بالتوجيهات السديدة لسموه للارتقاء بمجال التعاون الصحي بين دول المجلس وأثنوا على ما قدمته مملكة البحرين من تسهيلات وأجواء لإنجاح اجتماعهم.
ونوه أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون بالجهود التي يقوم بها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من أجل تعزيز العمل الخليجي المشترك.
وأعربوا عن سعادتهم باحتضان مملكة البحرين لأعمال أعمال المؤتمر الرابع والسبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، مشيدين بالتسهيلات التي قدمتها المملكة من أجل إنجاح المؤتمر والخروج بقرارات تحقق نقلة نوعية على صعيد التعاون في المجال الصحي.