أكد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف د.أحمد الطيب أمس خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي رفض الأزهر التام التدخل في شؤون مملكة البحرين، وقال إننا على ثقة أن تقاليد حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هي القاعدة التي يجب أن تسود علاقاتنا جميعاً، خاصة في منطقة الخليج الحساسة التي يتخذها البعض كأداة للتدخل في الشؤون الدول الإسلامية، وإثارة المحن فيما بينها، ونحن في غنى عن هذه المشكلات كلها، لنتفرغ لمشكلاتنا الحقيقية.
ومن جهة أخرى، أعرب سفير مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية عن بالغ شكره وتقديره لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف د.أحمد الطيب لمواقفه الداعمه والمساندة لأمن واستقرار مملكة البحرين.
وأوضح السفير الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، في تصريح له أمس، أن هذه المواقف ليست بغريبة على فضيلة الإمام الأكبر ولا على الأزهر الشريف هذا الصرح العلميّ الإسلاميّ الكبير لما له من مكانه عظيمة في قلوب الأمتين العربية والإسلامية، ولما يمثله الأزهر الشريف من مصداقية فى وجدان أبناء الأمة جمعاء.
يذكر أن فضيلة شيخ الأزهر الشريف طالب في أكثر من مره إيران بعدم التدخل فى شؤون مملكة البحرين وكافة الدول العربية.
وحمّل د.أحمد الطيب وزير الخارجية الإيرانى علي أكبر صالحي، رسالة إلى القيادة السياسية الإيرانية، وعلى رأسهم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، مطالبا إياهم بالعمل على التقريب بين المذاهب وتوحيد الصفوف، مصداقا لقول الله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا»، لافتا إلى أن الجميع من سنة وشيعة يشهدون بشهادة الإسلام، ويؤدون الصلاة والزكاة وقبلتهم واحدة.
وطالب د.أحمد الطيب إيران بضرورة توقف الفضائيات الشيعية عن الإساءة للصحابة ولزوجات الرسول، بخاصة السيدة عائشة، مشددا على ضرورة توحيد الأمة الإسلامية كونها مستهدفة من الغرب، الذى يلعب على وتر وجود صراع بين السنة والشيعة، وأضاف أن «ما يصلنى من تقارير واستغاثات من أهل السنة والجماعة بإيران تؤكد فقدانهم لبعض حقوقهم الأساسية كمواطنين إيرانيين فى ممارسة ثقافتهم وتقاليدهم وفقههم الخاص طبقا للحقوق المقررة للأقليات في الشريعة الإسلامية وفي سائر القوانين الدولية».
ودعا الطيب المرجعيات الدينية فى إيران إلى إصدار فتاوى تحرم بشكل حاسم سب الصحابة والسيدة عائشة زوجة الرسول، لما لهذا التجاوز من آثار بالغة السوء على وحدة المسلمين ومسيرة التفاهم بين السنة والشيعة، مشيراً إلى أن مشيخة الأزهر قد طالبت بذلك منذ عامين دون أن تتلقى أي استجابة من الجانب الإيراني.
وعن مشكلة اختراق المجتمعات السنية من جانب بعض الناشطين الشيعة، قال «الطيب» إن «هذا يُهدِّد وحدة النسيج الوطني والثقافي والاجتماعي في المجتمعات السنِية، والأزهر يرفض هذا رفضًا قاطعًا، ونحن لا نرى تصدير المذهبيات من مجتمع إلى مجتمع آخر، وأحرى بنا التفاهم من أجل النهوض الحضاري للأمة الإسلامية، بدلاً من تبديد الجهود في هذه الأنشطة العَبَثِية التي تضر الأمة ولا تنفعها».