عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لرجل من أصحابه: «هل تزوجت يا فلان؟» قال: لا والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج به، قال: «أليس معك قل هو الله أحد» قال: بلى، قال: «ثلث القرآن» قال: «أليس معك: إذا جاء نصر الله والفتح؟» قال: بلى. قال: «ربع القرآن» قال: «أليس معك: قل يا أيها الكافرون؟» قال: بلى، قال: «ربع القرآن» قال: «أليس معك: إذا زلزلت الأرض؟» قال: بلى، قال: «ربع القرآن تزوج تزوج».
وروي عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ: قل هو الله أحد. عشر مرات بني الله له بيتًا في الجنة» فقال عمر بن الخطاب: إذًا نستكثر يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أكثر وأطيب».
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختتم بـ «قل هو الله أحد»، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟» فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أخبروه بأن الله يحبه». وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي (ص) قال: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموهم وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء».
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر، وكان مما يتعاهده فيجده ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا بدابة كهيئة شبه الغلام المحتلم، قال: فسلم فرد عليه السلام فقال: ما أنت؟ جني أم إنسي؟ قال: جني، قال: فناولني يدك، فناوله يده، فإذا يده يد كلب، وشعره شعر كلب، فقال: هذا خلق الجن؟ قال: قد علمت الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني، قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك، قال: ما الذي يحرزنا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، من قالها حين يمسي أجير منا حتى يصب، ومن قاله حين يصبح أجير منا حتى يمسي، فلما أصبح أتى رسول الله (ص) فذكر ذلك له، فقال: «صدق الخبيث».