كتب- علي محمد :
لا تبدو علاقة المدير الفني البلجيكي توم ساينت فيت في أفضل أحوالها مع الإعلام اليمني خاصة مع خروج ممثل “اليمن السعيد” خالي الوفاض من بطولة كأس الخليج للمرة السادسة على التوالي بعد خسارته أمام المنتخب السعودي بهدفين نظيفين وهو ما يضاعف من احتمالية إقالة المدرب صاحب التصريحات المثيرة للجدل.
وحملت وسائل الإعلام اليمنية المدرب الشاب الذي لم تتضمن سيرته الذاتية سوى تدريب بضعة أندية ومنتخبات مغمورة مسؤولية الخروج المبكر واتهمته بالمبالغة في الجوانب الدفاعية, فضلاً عن استبعاده العديد من الوجوه المعتادة على غرار الهداف التاريخي للمنتخب اليمني علي النونو وصانع الألعاب الموهوب علاء الصاصي الذي اقتصرت مشاركته على دقائق محدودة.
كما أبدى بعض اللاعبين تذمراً واضحاً حول السياسة التي يتبعها ساينت فيت يمكن بلورتها في تصريح الحارس سعود السوادي بعد لقاء الكويت “ إنها خطة لعب صعبة علينا كلاعبين يمنيين إمكانياتنا محدودة, إنها خطة تحتاج إلى لاعبين على مستوى أوروبي”.
وخسر المنتخب اليمني جميع مبارياته منذ تولي المدرب ساينت فيت مهمة تدريبه قبل زهاء الثلاثة أشهر وعانى من ندرة واضحة في عدد أهدافه التي لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة إلا أن البلجيكي أبدى رضاه واقتناعه بالعمل الذي قام به “ عندما تنظر للنتائج فقط لا تلحظ أي تقدم ولكن يجب على المرء أن يمتلك القدرة على تحليل الأداء, نجحت في تقديم فريق واعد ومنضبط أمام الكويت”.
ولم تخدم الظروف ساينت فيت كثيراً بعد أن أفقدته الإصابات خدمات المدافعين نجيب الحداد ومدير عبدالرب بالإضافة للمهاجم الواعد أيمن الهاجري الذي شارك في منتصف الشوط الثاني في اللقاء الأخير أمام السعودية إلا أنه أظهر تفاؤلاً يحسد عليه بإمكانية “ وصلت لليمن قبل ثلاثة أشهر فقط وكان الدوري متوقفاً, أثق بحظوظ المنتخب اليمني بالتحسن في حال أتيح لي المزيد من الوقت”.
ويرى المسؤولون اليمنيون في تجربة جيرانهم العمانيين كمثال يحتذى به وهو ما عبر عنه حسين الشريف رئيس بعثة اليمن في خليجي “21” بقوله “ ندرس بجدية التجربة العمانية ونأمل بالاستفادة منها, استفاد المنتخب العماني من مشاركاته المتكررة في بطولات الخليج في تكوين منتخب قوي قادر على مقارعة الكبار”.
وأظهر المنتخب اليمني تحسناً نسبياً في النسخة الحالية بتجنبه للهزائم الثقيلة إلا أن إقالة ساينت فيت في الوقت الراهن من شأنها أن تعيد الفريق لنقطة الصفر من جديد.
وعانى المنتخب اليمني من حالة عدم الاستقرار في جهازه الفني حيث تولى العديد من المدربين قيادته خلال النسخ الماضية من البطولة وهو ما تسبب في طمس هويته نظراً لاختلاف المدارس التدريبية وتغير التشكيلة باستمرار.
وبغض النظر عن إمكانات ساينت فيت وأساليبه الخططية يبقى عامل الاستقرار مهماً للغاية لنجاح أي فريق فهل ستتاح له فرصة استكمال مشروعه الطموح أم سيوأد في مهده لإرساء قواعد مشروع جديد على أنقاضه؟