وبالنسبة لرأيه في منافسات المجموعات في دورات كأس الخليج، قال سيف: “بداية يجب التأكيد أن دورات كأس الخليج منذ انطلاقها في مملكة البحرين عام 1970 وحتى الآن تشكل العمود الفقري لتطور الكرة الخليجية وهي النواة الأساسية لانبثاق دورات الخليج للألعاب الجماعية الأخرى والألعاب الفردية. وقد ساهم الإعلام بشكل فعّال في انتشار هذه البطولة والتعريف بها على المستوى الآسيوي والعالمي وكان له الفضل في التعريف في الكرة الخليجية”. وأضاف: “بالنسبة لدور المجموعات، فأفضل أن تعود البطولة لمنافسات الدور الأول. فمنذ اعتماد دور المجموعات والبطولة فقدت نكهتها الأساسية في المنافسة القوية بين المنتخبات الخليجية. فقد كان الدور الأول مليء بالحماس والإثارة وكانت المنافسة على أشدها بين المنتخبات، وكانت المحك الرئيس لجميع المنتخبات في الحصول على نقاط المباريات، وهي الأساس في تطوير المستوى الفني للفرق المشاركة. وكانت البطولة في أحيان كثيرة تصل لنهايتها ولا نعلم من هو البطل لتلك النسخة. وأما الآن فأصبحت المنافسة بين المنتخبات مقتصرة على خمس مواجهات، يلعب المنتخب الواحد ثلاث مباريات ويتأهل ويلعب مباراة في الدور قبل النهائي ويتأهل للمباراة النهائية”.
توطيد العلاقة بين الأشقاء
وواصل سيف حديثه قائلاً: “وكانت البطولة في السابق ومن خلال الدور الأول تساهم وبشكل كبير في توطيد العلاقة بين المنتخبات بعضها ببعض وخاصة الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين. حيث كان من أهداف إقامة هذه البطولة تطبيق هذا الأمر على أرض الواقع، والسعي لأن تكون للدورة خصوصية جميلة في توطيد العلاقة بين الأشقاء الخليجيين. وأما الآن نجد في دور المجموعات خلاف ذلك، وهذا ما أفقد البطولة ركناً من أركانها المهمة. فالآن تجد بعض المنتخبات لا تلتقي خارج المستطيل الأخضر، خصوصاً مع توزيع المنتخبات إلى أربع فرق في كل مجموعة”.
عيسى بن راشد والشهيد والأمير الراحل
وبالنسبة لتواجد القيادات الرياضية في دورات الخليج، قال: “وما يميز دورات الخليج كذلك تواجد القيادات الرياضية على مستوى الكرة الخليجية، لاسيما تواجد الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي يعتبر فاكهة دورات الخليج، وفي السابق كان يتواجد الشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح والأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد آل سعود اللذين يعتبران جزءاً لا يتجزأ من تاريخ دورات الخليج. وقد خسرت الدورة بوفاتهما رحمهما الله عمودين رئيسيين من الأعمدة الثلاث التي كان يشكلانهما مع الشيخ عيسى بن راشد في هذه الدورة. حيث كان الثلاثة بتصريحاتهم النارية يشعلون الدورة ويساهمون وبشكل كبير في زيادة الحماس والندية بين المنتخبات الخليجية”.
تواجد في ثلاث دورات
وفي سؤال “الوطن الرياضي” حول تاريخ مشاركاته مع المنتخب في دورات الخليج، أجاب سيف قائلاً: “شاركت في ثلاث دورات هي السابعة في عمان 84 والثامنة في البحرين 86 والتاسعة في السعودية 88. وقد حرمتني الإصابة من المشاركة في البطولة السادسة التي أقيمت في الإمارات 82 والتي حقق فيها منتخبنا المركز الثاني”.
من مهاجم إلى قلب دفاع !
وبالنسبة لمسيرته الكروية، قال سيف: “بدأت اللعب في صفوف الرفاع في عام 72 في فئة الأشبال بعدما دعاني الأستاذ الفاضل والمدرب الوطني القدير مسعود الماص “بوسمير” إلى النادي فكان له الفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى لما وصلت له من تاريخ كروي. بعدها تدرج حتى وصلت في عام 76 للفريق الأول وكنت في ذلك الوقت لاعباً في فئة الشباب بالنادي. وقد أعطاني الثقة في لأكون أحد لاعبي الفريق الأول بالنادي المدرب الوطني فرحان مبارك. وقد كنت في ذلك الوقت أزاول لعبتين هي كرة القدم وألعاب القوى في المدرسة. ومن خلال البطولات المدرسية لألعاب القوى، تم اختياري لتمثيل المنتخب الوطني لألعاب القوى، وقد انضممت لمنتخب ألعاب القوى مع البطل البحريني أحمد حمادة في نفس اليوم والسنة التي انضم فيها. وقد حققت الميدالية البرونزية في البطولة العسكرية التي أقيمت في نهاية السبعينات. وفي عام 1980 تم اختياري لمنتخب الشباب لكرة القدم الذي كان يشرف عليه المدرب الصربي بروشتش والذي كان يشرف كذلك على تدريب المنتخب الأول بمعاونة المدرب الوطني القدير سلمان شريدة. وكان المدرب بروشتش قد اكتشفني كلاعب قلب دفاع بعد أن كنت مهاجماً طيلة الفترة السابقة التي قضيتها مع الرفاع. بعدها تم استدعائي للمنتخب الأول في عام 81 الذي كان يقوده المدرب البرازيلي سباستياو للمشاركة في تصفيات البطولة العسكرية في الكويت. وقد تواجدت في إعداد المنتخب عام 82 لدورة الخليج السادسة إلا أن الإصابة منعتني من التواجد في البطولة. وقد شاركت مع المنتخب في عدة مناسبات ودية ورسمية كان أبرزها دورات كأس الخليج الثلاث السابعة والثامنة والتاسعة، وبطولة كأس العرب التي أقيمت في الطائف حقق فيها المنتخب المركز الثاني”.
إنجازات المسيرة الكروية
وبالنسبة للإنجازات التي حققها على مستوى النادي والمنتخب، أوضح أن الإنجازات مع الرفاع كانت لقب مسابقة كأس جلالة الملك المفدى “كأس الأمير سابقاً” عامي 85 و86، ولقب مسابقة دوري الدرجة الأولى موسمي 81/ 82 و86/ 87، والمركز الثاني في بطولة كأس العرب للمنتخبات التي أقيمت في الطائف.
الاعتزال ومجال التدريب
وقال سيف: “وقد اعتزلت اللعب في عام 91، واتجهت بعدها لمجال التدريب وقد شاركت في عدة دورات كان أبرزها التي أقيمت في البرازيل والتي نظمها الاتحاد الآسيوي. وقد شغلت منصب المدرب المساعد للفريق الأول بنادي الرفاع في عدة مناسبات أهمها مسابقة الدوري في بداية التسعينات التي كان قد واجه فيها الرفاع الهبوط لدوري الدرجة الثانية، حيث أقالت الإدارة المدرب وعينتني كمدرب للفريق ونجحت خلالها في بقاء الفريق في دوري الأضواء. وقد نجحت مع الفريق في إحراز لقب الدوري كمدرب مساعد في الموسم الذي تلا هذا الموسم، وشاركنا في بطولة الأندية العربية التي استطعنا خلالها الفوز على الترجي التونسي. وأفضل النتائج التي حققتها كمدرب حصول الفريق على المركز الثاني في مسابقة كأس جلالة الملك المفدى موسم 96/ 97 أمام النجمة الذي حقق لقب البطولة”.
الأحمر وخليجي 21
وبالنسبة لتطلعاته للمنتخب الوطني في مشاركته في خليجي 21، قال سيف: “تطلعاتي لن تختلف عن الشارع الرياضي البحريني بتحقيق المنتخب الكأس الخليجية على أرضنا وبين جماهيرنا. والمهم في هذه الفترة إبعاد المنتخب عن الضغط الإعلامي وتهيئة الفريق التهيئة النفسية الصحيحة للدخول في أجواء كأس الخليج بالصورة المناسبة. وما هو أهم من ذلك الاستقرار الفني والإداري للفريق. فإذا لم يحالف منتخبنا الحظ في تحقيق اللقب يجب على اتحاد الكرة التفكير في الاستقرار بدلاً من التغيير على المستوى الفني والإداري والذي يتسبب بصورة عكسية على نتائج المنتخب في المرحلة القادمة”.
كلمة أخيرة..
وختم لاعبنا الدولي ولاعب فريق نادي الرفاع سابقاً والمدرب الوطني كريم سيف اللقاء قائلاً: “أتمنى من المنتخب تحقيق كأس الخليج، وأتطلع أن يكون هناك استقرار فني وإداري على مستوى المنتخب من خلال خطة عمل واضحة. كما وأتطلع للكرة البحرينية المزيد من النجاحات والإنجازات في الفترات القادمة. وأتمنى أيضاً استمرار دورات كأس الخليج وعدم إقرانها بألعاب مصاحبة سواء على مستوى لعبة كرة القدم وحتى على مستوى ألعاب أخرى، كي لا تفقد هذه الدورة خصوصيتها المميزة”.