أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة ما زالت تعتمد بصورة كبيرة على النفط القادم من الخليج، وذلك على الرغم من أنها سجلت العام الماضي أعلى إنتاج نفطي منذ 150 عاماً، إلا أن الأرقام الجديدة تؤكد أنها غير قادرة على الاستغناء عن النفط الخليجي وخاصة السعودي.
وأظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة الطاقة الأمريكية أن الولايات المتحدة استوردت خلال الشهور الـ11 الأولى من العام الماضي 450 مليون برميل نفط من المملكة العربية السعودية، وهو أعلى مما استوردته في السنوات 2009 و2010 و2011، ما يعني أن الواردات الأمريكية من النفط السعودي سجلت مستوى قياسياً العام الماضي.
وأظهرت البيانات الرسمية الأمريكية أنه لأول مرة منذ العام 2003، تجاوز النفط السعودي ما نسبته 15% من إجمالي الواردات الأمريكية على النفط، أما النفط الخليجي بشكل عام فشكل ما نسبته 25% من إجمالي الواردات النفطية الأمريكية، وهو أعلى مستوى منذ تسع سنوات.
وتأتي هذه المعلومات لتنفي التوقعات السابقة التي تحدث عنها العديد من الخبراء من أن الولايات المتحدة ستستغني عن نفط الخليج خلال السنوات المقبلة، كما أن الارتفاع في الطلب الأمريكي على النفط الخليجي، وخاصة السعودي، يأتي في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة طفرة في إنتاج "الصخر الزيتي" الذي يوفر نفطاً إضافياً للأمريكيين.
وقالت جريدة "فايننشيال تايمز" البريطانية إن ارتفاع الطلب الأمريكي على النفط الخليجي شمل أيضاً الكويت التي تبين أنها حتى نهاية نوفمبر الماضي شحنت إلى الولايات المتحدة أكبر كمية من النفط الخام منذ العام 1998.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وعد الأمريكيين مطلع العام الحالي بالتخلي عن الاعتماد على النفط المستورد، والتوسع في الإنتاج المحلي، وذلك في محاولة لخفض أسعار الوقود الذي يرهق جيوب الأمريكيين، إلا أن هذه الأرقام لا تشير إلى أن الولايات المتحدة قادرة على تحقيق هذا الحلم خلال السنوات القليلة المقبلة.
وتشهد الولايات المتحدة طفرة في عمليات اكتشاف واستخراج الصخر الزيتي، وهو ما دفع الكثير من الخبراء والمحللين إلى الاعتقاد بأنها ربما تستفيد من هذه الثروة في خفض وارداتها النفطية قريباً.
وفي الوقت الذي يرتفع فيه الطلب الأمريكي على النفط الخليجي، فإن الصين أيضاً تواصل تسجيل نسب نمو مرتفعة أدت إلى احتلالها المركز الثاني على مستوى العالم في استهلاك النفط، ويتوقع أن يرتفع طلبها على النفط الخليجي أكثر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع وجود كميات من النفط السعودي مخزنة قريباً في إحدى الجزر اليابانية، فضلاً عن الموقع الجغرافي المميز لمنطقة الخليج بالنسبة للصين والعديد من الدول الآسيوية.