كتب – فهد بوشعر:
يعيش الإعلام السعودي حالة من الهيجان في الفترة الحالية تجاه منتخبهم الأول لكرة القدم المشارك في بطولة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين وذلك بعد أن قدم المنتخب السعودي مستويات غير مقنعة بالنسبة للبعض ومعقولة بالنسبة للبعض الآخر، وعلى الرغم من عدم الاقتناع بالنسبة لرجال الإعلام من مستويات كرة القدم السعودية في الفترة الأخيرة واعتبارها مستويات لا تليق بكرة القدم السعودية التي تأهلت لنهائيات كأس العالم في أربع مناسبات متتالية وأحرزت العديد من البطولات العربية والقارية، ورغم كل ما تقدمه الكرة السعودية من ضعف وإخفاق للشارع الرياضي والإعلام السعودي يقابله أيضاً نوع من التجاهل من اللاعبين والأجهزة المرافقة للمنتخب تجاه وسائل الإعلام سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة، وأكبر دليل على هياج الإعلام الرياضي هي المشادة الكلامية التي وقع فيها لاعب المنتخب السعودي ناصر الشمراني وأحد رجال الصحافة في مقر سكن المنتخب السعودي في فندق كراون بلازا والتي وصلت – المشادة – قرب التشابك بالأيدي بين الطرفين لولا تدخل رجال الأمن لوصلت إلى مالا يحمد عقباه. ما يحصل الآن من توتر في داخل البيت الأخضر السعودي خصوصاً من اللاعبين ليس سوى دليل على عدم احتواء الجهاز الإداري للفريق وعدم مقدرته عن إبعاد اللاعبين عن الضغط الإعلامي كما هو الحال مع المنتخب الإماراتي الشقيق الذي عزل فريقه عن العالم الخارجي واكتفى بالخروج للباص إلى ملعب التدريب وملعب المباراة فقط مانعاً الجميع من التصريح أو حتى الاطلاع على الصحف الموجودة في باحة الفندق مقر السكن بقرار رسمي من الجهاز الفني والإداري. وما صرح به مدير المنتخب السعودي خالد المعجل من أن هذا الصحافي بالذات – صاحب المشادة مع الشمراني – “لاهم له سوى الإساءة للمنتخب السعودي” و” ليس من المعقول أن يرحب اللاعبون بإعلامي يشتمهم” ليس سوى أكبر دليل على الشحن النفسي الذي يعانيه لاعبو الأخضر السعودي تجاه الإعلام ورجاله والشحن النفسي لم يأت من فراغ بل سببه الأكبر هو عدم التواصل من الأساس معهم والسبب الأكبر هو الجهاز الفني والإداري الذي لم يعرف كيف يتعامل مع مثل هذه الوسائل، كما إن الجملتين اللتين ذكرهما المعجل تتنافى تماماً وتصريح أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي صرح بعد المباراة بأن الإعلام السعودي إعلام قوي جداً وهو شريك في كل شيء وله رأيه الذي يحترمه الجميع ورأيه جزء لا يتجزأ من القرارات ويستأنس له في أغلب الأحيان، لكن ما سمعناه وشاهدناه وعشناه خلال الجولة الأولى من بطولة كأس الخليج يتنافى مع ما يتم التصريح به من المسؤولين فهم أنفسهم في انقسام كامل من الأساس كما هو واضح من التصريحات النادرة والتي تبين الانقسام الواضح فالبعض يتجه يميناً والبعض يساراً دون خط سير واضح رغم أن السبب واضح لوجود الضغط الإعلامية على المنتخب السعودي نتيجة لتردي النتائج والمستوى الهابط الذي يظهر به الأخضر.