كتب - حسن خالد:
لم تكن الشخصية التي تظهر بها الصحيفة الآن على هذا الشكل قبل سبعة أعوام تقريباً من الآن، بحيث كان الدور الصحافي خصوصاً له تأثيره في غياب وسائل التواصل الاجتماعي و غياب فاعلية القنوات الفضائية واختلافها كل الاختلاف عن ما هي عليه الآن.
ففي ظل غياب وسائل التواصل الاجتماعي، كانت الصحيفة بين الأمس واليوم إحدى أقوى الأدوات الفعالة في الحياة العملية، حيث إن ما يحدث في الساحة من أحداث ووقائع، لا تسجله القنوات الفضائية وتغطيه مثل ما تغطيه الصحف في اليوم التالي عندما تطرح عدة زوايا منه، أيضاً تتفرد في ذلك الحين الصحيفة بكونها المصدر الأول للخبر، بحيث ينتظر المجتمع اليوم التالي حتى يأتي ليشتري الجميع تلك الصحف ويقرأ تفاصيل ذلك الخبر بالكامل، بعكس ما يحدث الآن تماماً، فالحدث قبل أن يقع نراه يفضح نفسه في العالم الافتراضي من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي عبر مواقعه المتعددة.
وفي جانب آخر، فإن لابد من الذكر بأن تنافسية القنوات الرياضية طورت كثيراً من أداء إعلاميي القنوات، حيث خلقت تلك التنافسية أداء صحافياً رفيعاً وقلبت قيمة وجودة الأداء الذي كنا نراه في السابق.
بالحديث عن السابق، كان الخبر الرياضي مجرد حدث يغطيه الإعلامي من ثم يطرحه في حدود مدة قصيرة ليبرز فقط بتقريره أبرز ما حدث، بينما الآن فإن ذلك الخبر يتخطى اسمه ليصبح قضية في بعض الأحيان ويخلق من نفسه محاور وشخصيات وأطروحات.
إضافة إلى الجيل الجديد من الشباب الذي لا يطيق الورق ولا القراءة الورقية، بينما يقضي كل وقته في عالمه الافتراضي بداخل الفيسبوك أو التويتر ليقرأ أبرز التحديثات التي يضعها أصدقائه، أيضاً ليقرأ مجموعة من الأخبار الرياضية بجهازه الخاص عبر قنوات رسمية أو غير رسمية.
وبدورنا كإعلام رسمي يجب استغلال الحرية الصحافية حسن استغلال، حرية الصحافة إحدى أهم وأبرز المشاريع الوطنية، ولعلها الأفضل فكرياً وأهمهم نفعاً سواء على المجتمع الذي تظهر انعكاسات العمل الفكري الرياضي عليه أو على المؤسسة الصحافية الرياضية نفسها حتى، فحرية الصحافة ليست طرح كل شيء مميز، فالجميع بالكاد يستطيع التميز بالسوء والجميع يستطيع فعل ذلك بالخير، ولكن بطرح المادة الأفضل على شريحة بحرينية رياضية تتطلب ذلك، نحن بحاجة لوعي افتقرنا له منذ زمن طويل في تقييم المشكلة الرياضية ووضع الحلول المناسبة لها، بوضع المحاور والشخوص وتقييم الصورة بكل تفانٍ ودقة دون الإخلال بما سيأتي من مستقبل، فكما للصحافي عقلية تستطيع التقييم والتدقيق بمشاكل الرياضة عليه أن يكوّن من ذلك قاعدة معرفية فكرية ينهل منها المجتمع، فيجب استغلال ذلك المشروع الوطني بأمثل الصور، فتأثيراته ستتعدى الهدف وهو فرد المجتمع لتصل إلى المؤسسة الصحافية الرياضية كما ذكرت بسمو مهنيتها وطاقة عملها لتتوج لاحقاً نفسها بأنها الأفضل من بين عدة جهات رقابية صحافية، كلها تتميز بنفس الحرية، من دون أي قيود.