كتب - علي محمد:
اقتداءً بمقولة “الحاجة أم الاختراع” أحدث المدرب الإسباني المحنك فيسنتي ديل بوسكي ثورة في عالم كرة القدم بعدما أجبرته إصابة المهاجم ديفيد فيا وتراجع مستوى المهاجم الآخر فرناندو توريس على ابتداع خطة لعب جديدة لا تتضمن وجود مهاجم صريح قادته للفوز بكأس الأمم الأوروبية 2012 على حساب المنتخب الإيطالي برباعية نظيفة.
ويبدو أن منافسات “خليجي 21” في طريقها لتثبت نظرية مدرب ريال مدريد السابق بعد أن أخفق المهاجمون التقليديون من أمثال إسماعيل عبداللطيف, ناصر الشمراني, عماد الحوسني وسبستيان سوريا في ترك بصمة قوية حتى الآن مع بروز لافت لأدوار اللاعبين القادمين من الخلف.
ويحصر وجود رأس الحربة الصريح مهمة التسجيل على مهاجم الفريق مما يسهل عملية مراقبته من قبل مدافعي الخصم وهو ما يفسر خسارة المنتخب العماني أمام “العنابي” وسقوط الكويتيين في كمين “أسود الرافدين” رغم السيطرة الواضحة في إحدى مفارقات كرة القدم, فيما يتيح تواجد المهاجم “الوهمي” تنوعاً أكبر في مصادر الخطورة مما يفسح المجال للقادمين من الخلف لتقديم الإضافة اللازمة. ونجح الواعد عبدالوهاب المالود فيما أخفق في هجوم المنتخب البحريني في تحقيقه أمام الإماراتيين إثر انطلاقة رائعة من الطرف الأيمن تلاعب خلالها بالدفاع المنظم لأبناء مهدي علي قبل أن يعالج الكرة في الشباك.
كما ساهمت تحركات الثنائي الواعد عمر عبدالرحمن وعلي مبخوت المستمرة في النجاعة الكبيرة للمنتخب الإماراتي الذي كان أول المتأهلين للدور النصف نهائي بعد فوزين متتاليين على قطر والبحرين المستضيفة.
وساهمت التغييرات المستمرة في الخطط التكتيكية وتقديمها د النتائج على حساب اللعب الهجومي المفتوح في انحسار دور رؤوس الحربة حيث لم تتمكن المنتخبات الخليجية في تقديم مهاجم قادر على تحطيم أرقام الأسطورة الكويتية جاسم يعقوب صاحب الـ 18 هدفاً على مستوى دورات الخليج أو العراقي حسين سعيد الذي سجل 10 أهداف في “خليجي 5” في حين لم يستطع هدافو النسختين الأخيرتين تجاوز حاجز الأربعة أهداف!.