كتب ـ حسين التتان وأحمد الجناحي وياسمين صلاح:
كرمت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أمس، الباحثين الفائزين بجوائز ابن بطوطة في مجال السياحة، في حفل أرادت له البحرين أن يكون بحجم تحدي «عاصمة السياحة»، وجمعت من أجله مفكري العرب وأدبائهم ومثقفيهم ليكونوا شهود عيان على تجربة ثرة ثقافية وسياحية يراد لها الاستمرار.
وقالت الباحثة في تاريخ المغرب العربي د.مليكة الزاهدي إحدى أبرز المكرمات في الحفل، إن الجائزة تكريم لجهدها العلمي، قبل أن يكون تكريماً لشخصها، لافتة إلى أن بحثها يتعلق بتحرير الأسرى المسلمين والمغاربة تحديداً من الدولة المسيحية في القرن الثامن عشر.
وأكد المشرف التقني على الجائزة منذر العكيلي، أن الجائزة تشكل بادرة مهمة للاهتمام بالسياحة العربية، فجاءت جائزة ابن بطوطة متزامنة مع ذكرى مولده ومع اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية في نسختها العاشرة.
وأضاف أن الجائزة انطلقت من السودان ومنها إلى المغرب وقطر والإمارات ووصلت إلى البحرين، معتبراً المملكة من أجمل البلدان العربية، وأن اختيارها عاصمة للسياحة العربية كان موفقاً.
وافتتحت وزيرة الثقافة معرض الكتاب المصاحب لجائزة ابن بطوطة بحضور وزراء السياحة والثقافة العرب ونخبة من المفكرين والأدباء والإعلاميين من أرجاء العالم العربي. وضم المعرض مجموعة من الكتب والأبحاث تدور موضوعاتها حول السياحة وأسفار الرحالة العرب، وفي مقدمتهم المستكشف الكبير ابن بطوطة، وبعضها ترجم للغات عالمية.
وأمرت وزيرة الثقافة بجمع كل كتب المعرض وإعادة طباعتها، تمهيداً لعرضها في الجناح الخاص بالكتب عند موقع باب البحرين، في احتفالية افتتاح البوابة.
على هامش المعرض
وقالت وزيرة الثقافة الليبية إكرام عبدالسلام باش إمام في تصريح لـ»الوطن»، إن المعرض تجميع لكافة الحضارات العربية والإسلامية المتعاقبة في كتب وأبحاث علمية قيمة، لافتة إلى أن كل الكتب المعروضة جسدت الوحدة العربية ثقافياً ومعرفياً.
وأكدت أن أدب الرحلة والرحالة العرب، أصبحت اليوم في غاية الأهمية، لأنها برامج تثري الواقع السياحي العربي وتطوره من خلال تجارب الأجيال السابقة، ومضيفة «من يقرأ أياً من هذه الكتب، يصيبه الفضول لاكتشاف المزيد من الثقافات الأخرى».
وقال أمين عام المنظمة العربية للسياحة المختار الحضرمي، إن المعرض ورغم ثراء محتواه، إلا أنه حصوة طير بماء البحر، مقارنة بما يوجد في البحرين، مشيراً إلى أن «البحرين تحتوي على كنوز من التاريخ والآثار، وهذا المعرض مناسبة جيدة لإعادة كتابة تاريخ الرحلات والاستكشافات السياحية العربية بشكل جيد ومنظم».
وأثنى الحضرمي على جهود الشيخة مي، التي أعطت من وقتها وجهدها الكثير لتثبيت موقع البحرين الحضاري الأصيل، وقال «يكفي هذا الحضور الكبير والمميز للمفكرين العرب في البحرين، وإجماعهم أن المنامة تستحق أن تكون عاصمة للثقافة والسياحة العربية، وما جائزة ابن بطوطة إلا دليل آخر على النهج الرشيد للريادة والسيادة البحرينية».
واستضافت المنامة عاصمة السياحة العربية بمتحف البحرين الوطني أمس، الباحثين الحائزين على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات 2013، بحضور جمع من كبار أدباء العالم العربي.
وتحدثت د.مليكة الزاهدي من المغرب، الحاصلة على جائزة ابن بطوطة - فرع الرحلة الكلاسيكية، عن دراستها وتحققيها «بدر السافر لهداية المسافر.. إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر» لمحمد بن عثمان المكناسي سفير المغرب إلى مالطة ونابولي، وعدته نموذجاً وطد العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وأوروبا في عهد السلطان محمد الثالث. وظلت رحلة ابن عثمان مخطوطة إلى أن أقدمت الزاهدي على تحقيقها وتقديم دراسة حولها حازت إثرها جائزة ابن بطوطة.
تلاها حديث د.عبدالنبي ذاكر من المغرب، الحاصل على جائزة ابن بطوطة ـ فرع الدراسات، عن ترجمته «رحالة الغرب الإسلامي» للمؤلف د.صالح المغيربي.
وقال إن بحثه شمل دراسات نصوص الرحالة الذين ارتحلوا لسبب أو لآخر داخل حدود دار الإسلام أو خارجها، وتم اختيار الكتاب من بين عدد من الدراسات في أدب الرحلة لكونه يقدم معرفة جديدة مكثفة تسهم في إثراء المعارف بخصوص تجوال الناس وسريان الأفكار.
وعن كتاب «الخروج من الكهف.. يوميات السجن والحرية» تحدث الكاتب فرج بيرقدار الحاصل على جائزة اليوميات، واقتطف من يوميات 14 سنة مختومة بالصمت والعتمة والرماد، يوميات جارحة كتبت بلغة تنوس بين الرقة والقسوة، بين التصريح والمجاز، لشاعر قضى شطراً من شبابه ورجولته في زنازين السجن السياسي ولم يفقد لمرة أمله بالحرية، وبعد خروجه من السجن عرف معنى صدمة الحرية، وكافأته لجنة التحكيم عن أدب الحرية والكفاح الإنساني لأجل كرامة البشر وسعادتهم.