قال رئيس تجمع الوحدة الوطنية د.عبداللطيف آل محمود إن ما يقاسيه الشعب الأحوازي العربي المسلم بالأمس وما يقاسيه اليوم إنما هو نتاج لمخالفات الاستراتيجية الربانية للبشرية القائمة على الاعتراف بالأخوة البشرية، مؤكداً أنه إذا كانت هذه المخالفات ممن لا يؤمن بالإسلام ديناً كالمستعمرين الأوربيين الذين سيطروا على الأحواز فترة من الفترات ممقوتاً وشديداً، فإن مخالفتها ممن ينتسب إلى الإسلام كالنظام الحاكم في إيران يكون أشد مقتاً وأشنع فعلاً.
وحيا المحمود في خطابه أمام مؤتمر نصرة الشعب الأحوازي بالقاهرة صمود وصبر الشعب الأحوازي العربي المسلم وتمسكه بأرضه التي عاش عليها آباؤه وأجداده منذ القرون المتطاولة رغم ما قاساه هذا الشعب في حقب من التاريخ، ومنها الحقبة الحالية الممتدة لما يزيد عن قرن من الزمان من ظلم استعمار غربي وعنصري وقومي شعبوي.
وأشار إلى محاولة محو الذاكرة الإنسانية الحديثة عنهم، مبيناً أن هذا الشعب يظهر اليوم للعالم ليؤكد وجوده ويدافع عن حقوقه ويسعى لإثبات هويته وانتمائه العربي ويدافع عنهما على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وأضاف أن هناك قضية تعد تفسيراً لما يحدث للبشرية المضطهدة في مشارق الأرض ومغاربها وما تعانيه من ظلم وعنت واستغلال وإبادة واضطهاد ينتج عنها تأخر البشرية وتأخر الدول ودمارها، موضحاً أن الله سبحانه وتعالى بين الاستراتيجية التي ينبغي أن يراعيها البشر في تعامل بعضهم بعضاً مع اختلاف ألسنتهم وألوانهم، هذه الاستراتيجية قائمة على الاعتراف بالأخوة البشرية (فكلكم لآدم وآدم من تراب) كما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والعمل على التعارف بين جميع الشعوب فيما بينهم امتثالاً لقوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، والاعتراف بحق الأفراد في العقيدة التي يقتنعون بها، إضافة إلى التعاون على البر والتقوى امتثالاً لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). وأخيراً وجوب العدل في الحكم وفي إيصال الحقوق لأصحابها رغم الاختلافات بل ورغم الإحن والبغضاء عملاً بقوله تعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).