عواصم- (وكالات): دعت موسكو إلى البدء بعملية انتقالية سياسية في سوريا وذلك غداة إعلان المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أنه اتفق مع الروس والأمريكيين على أن هذه العملية تعني تولي حكومة انتقالية «كل صلاحيات الدولة»، وفيما يتعلق بدور الرئيس السوري بشار الأسد خلال العملية الانتقالية والتمسك بإعلان جنيف أوضح الإبراهيمي أن «إعلان جنيف يشمل نقاطاً كثيرة، ومثلما يقولون فإن الشيطان في التفاصيل وإن هذه التفاصيل ستخرج شياطين كثيرة». بالموازاة وقعت 52 دولة عريضة تطالب مجلس الأمن بإحالة ملف الجرائم التي ارتكبت وترتكب في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما أعلنت سويسرا، وذلك على وقع تواصل المعارك وعمليات القصف والاشتباكات في مناطق عدة ولاسيما في محيط العاصمة. وفي بيان أصدرته غداة اجتماع استغرق 5 ساعات بين الإبراهيمي ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أكدت الخارجية الروسية أن حل النزاع السوري يبدأ بوقف العنف فوراً وبدء عملية انتقالية سياسية.
وقال البيان «برأينا إن الأولوية هي لوقف فوري لكل أعمال العنف وإراقة الدماء وإرسال المساعدات الإنسانية إلى السوريين بمن فيهم النازحون واللاجئون»، مضيفاً أنه «في الوقت عينه يجب إطلاق عملية انتقالية سياسية في سوريا يكون هدفها تضمين القانون المساواة في الحقوق المكفولة لكل المجموعات الإتنية والطائفية في هذا البلد».
وتابع البيان «كما في السابق، نحن نشدد بكل حزم على أن المسائل المتعلقة بمستقبل سوريا يجب أن يعالجها السوريون أنفسهم، بلا تدخل خارجي وبلا وصفات حلول جاهزة». وقال الإبراهيمي إثر اجتماعه مع المسؤولين الأمريكي والروسي «شددنا مجدداً على أنه من وجهة نظرنا لا حل عسكرياً للنزاع».
وإذ أوضح أنه يتحدث باسم الثلاثة، أضاف «شددنا كذلك على ضرورة التوصل إلى حل سياسي قائم على بيان جنيف» في 30 يونيو الماضي، و»الضرورة العاجلة لوقف إراقة الدماء والدمار وأعمال العنف».
ولدى سؤاله عن إعلان جنيف والاختلافات في تفسيره وما إذا كان الجانب الروسي يصر في هذا السياق على قيام الرئيس بشار الأسد بدور في المرحلة الانتقالية قال «إعلان جنيف يشمل نقاطاً كثيرة، ومثلما يقولون فإن الشيطان في التفاصيل وإن هذه التفاصيل ستخرج شياطين كثيرة». وعشية الاجتماع الثالث اتهمت سوريا الإبراهيمي «بالانحياز» وشككت في بقائه وسيطاً دولياً. وفي بيان منفصل، أشارت الخارجية الروسية إلى أن بوغدانوف التقى في جنيف وفداً سورياً بقيادة المعارض ميشال كيلو. وقالت الوزارة إنهما «يتقاسمان الرأي بأن المهمة الأولى هي وقف أعمال العنف فوراً وبدء حوار وطني» بموجب بيان جنيف.
وتعهد بوغدانوف بمواصلة «الاتصالات بوتيرة حثيثة» مع الحكومة السورية والمعارضة.
من جهة ثانية أعلنت سويسرا أنها سترسل إلى مجلس الأمن عريضة وقعها 52 بلداً تطالبه بإحالة ملف الجرائم المرتكبة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى عملية انتقال سياسي في سوريا وذلك لتقليص فرص بروز حالة من الفراغ قد تملأه العناصر المتطرفة في البلد. ميدانياً، تواصلت أعمال العنف في مناطق عدة من سوريا ولاسيما في ريف العاصمة الذي شهد عمليات قصف ومعارك عنيفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتأتي أعمال العنف غداة استيلاء المقاتلين المعارضين ومعظمهم من الجهاديين على مطار تفتناز العسكري المهم شمال غرب البلاد، فيما واصلوا حملتهم للسيطرة على مطار منغ العسكري قرب حلب.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول في الاستخبارات السورية انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك في شريط فيديو بثه على الإنترنت ناشطون معارضون.
وظهر في الشريط رجل باللباس المدني وهو يقول «أنا جمعة فراج جاسم رئيس القسم 30 في إدارة المخابرات العامة «الفرع الخارجي» أعلن انشقاقي عن هذا النظام المجرم والتحاقي بصفوف الثورة المباركة».