وجه خبراء ومحللون سياسيون بارزون انتقادات شديدة اللهجة، لمؤسسة الرئاسة المصرية، إزاء صمتها على استخدام وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، مصطلح «الخليج الفارسي» في المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاءه بالرئيس محمد مرسي، الأربعاء الماضي.
وحسب صحيفة «الخليج» الإماراتية، قال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس الدكتور جمال زهران، إن صمت مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين على تلك التصريحات، يعكس رغبة الجماعة وسعيها لإقامة علاقات جديدة مع إيران.
لكن المتحدث الرسمي لحزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أحمد سبيع، أعرب عن استيائه من استخدام وزير الخارجية الإيراني للمصطلح، مؤكداً إيمان حزبه بعروبة الخليج، وأهمية العلاقات المصرية العربية.
وأرجع زهران الصمت الرئاسي إزاء تصريحات وزير الخارجية الإيراني إلى رغبة النظام المصري في جر طهران إلى توافق سياسي مع تركيا والسعودية، بهدف غل يدها عن النظام السوري، مشيراً إلى أن هذا الصمت لا يعني أن النظام المصري لديه نية صادقة في التقارب الإيراني.
ولفت زهران إلى رغبة الرئيس مرسي في التأسيس لأجواء أكثر أريحية مع إيران خلال المرحلة الحالية، مدللاً على ذلك بالدعوة التي وجهتها مؤسسة الرئاسة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد لحضور مؤتمر القمة الإسلامي، المقرر عقده في مارس المقبل بالقاهرة. من جانبه، حمل مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور حسن أبوطالب، وزير الخارجية الدكتور محمد كامل عمرو مسؤولية الرد، مشيراً إلى أن إيران تتعمد منذ عقود وصف الخليج العربي بـ»الفارسي»، وبخاصة في البلدان العربية التي يزورها مسؤولون إيرانيون. وقال أبوطالب «كان يتعين على وزير الخارجية المصري أن يتحفظ على ما ذكره وزير الخارجية الإيراني، بالتأكيد على إيمان مصر بعروبة الخليج»، مشيراً إلى تحفظ وزيري الخارجية السابقين عمرو موسى وأحمد أبوالغيط، على تصريحات إيرانية مشابهة، لدرجة دفعت الوزير السابق أبوالغيط إلى مقاطعة وزير الخارجية الإيراني خلال إحدى قمم شرم الشيخ، للتأكيد على تحفظ مصر على التسمية الإيرانية للخليج، وتمسكها بعروبته.
واعتبر أستاذ التاريخ الحديث والعميد السابق لكلية الآداب بجامعة حلوان الدكتور عاصم الدسوقي أن تجاهل مؤسسة الرئاسة الرد على تصريحات وزير الخارجية الإيراني يدخل في باب المناورة السياسية، مشيراً إلى أن صمت جماعة الإخوان المسلمين على مثل هذه التصريحات يرتبط على نحو مباشر بمحاولاتهم تسوية المشاكل المختلفة مع إيران.
وأكد الدسوقي، أن الخليج عربي وسيظل عربياً، استناداً لقواعد الجغرافيا والتاريخ والقانون الدولي أيضاً.
ولم يستبعد الفقيه الدستوري وأستاذ فلسفة القانون بجامعة الزقازيق الدكتور محمد نور فرحات أن يكون صمت مؤسسة الرئاسة في مصر على تسمية «الخليج الفارسي» لاعتبارات تتعلق بما يصفه بـ»عدم إحراج الضيف الإيراني»، في وقت يسعى فيه النظام المصري إلى فتح صفحة جديدة للعلاقات مع إيران.
«صحيفة الخليج الإماراتية - العربية نت»