أجرى الحوار – فهد بوشعر:
لاعب لكل الأجيال، أسطورة شبه الجزيرة العربية تألق في سنوات طويلة كان حلماً للجميع أن يلتقي به ولو بالصدفة للتصوير معه أو للسلام عليه تميز عن البقية بسمار البشرة الخليجية ومهارة اللعب داخل المستطيل الأخضر فهو لاعب يحمل كل ما تعنيه كلمة مميز وبكل حروفها ومعانيها تميز ضربات الرأس المركز التي سجل بها معظم أهدافه كذلك هو الحال بالقدمين الذي تمكن التسديد بها بنفس الحرفنة إضافة إلى فن المراوغة الذي تمتع به وتميز به دون غيره وكان هدفه الذي راوغ به حارس المنتخب الصيني في ثمانينات القرن الماضي نموذجاً لروعة المراوغة والتهديف وأصبح مدرسة تدرس في عالم الكرة الخليجية والآسيوية والعالمية، إنه الأسطورة “بيليه الصحراء” ماجد أحمد عبدالله رمز الكرة السعودية والخليجية فكان للوطن الرياضي هذا اللقاء المطول الذي تمنينا ألا ينتهي معه.
افتتاح معبر
تكلم ماجد عبدالله عن حفل الافتتاح لبطولة خليجي 21 حيث بين بأن العرض قد كان مبسطاً ومعبراً ورغم قلة الوقت لكن لوحة جميلة خصوصاً الكرات الثمان التي شكلت لوحة جميلة ونهاية الحفل بالألعاب النارية وقد استمتعت به جداً رغم بساطته خصوصاً من الحضور الجماهيري الذي ملأ المدرجات وشكل لوحة فنية أخرى، لكن للأسف المباراة الافتتاحية التي اكتفى بها الفريقان بالنقطة نظراً لحساسية اللقاء الافتتاحي ولم تظهر بمستوى طيب من الناحية الفنية خوفاً من الهزيمة.
مستوى فني متفاوت
قال الأسطورة بأن البطولة حتى الآن خرجت بشكل جيد فنياً خصوصاً لو عدنا إلى الفرق لوجدنا أن البعض قدم مباريات جيدة في مباراة وسيئة في أخرى فالإمارات كان جيداً في المباراة الأولى والثانية أقل بكثير لكنه حصد النقاط، والبحرين قدمت في اللقاء الثاني والثالث مستوى أكبر بكثير عن اللقاء الأول والمنتخب العراقي كان ثابتاً على مستواه في اللقاءين الأولين لكنه افتقد للمتعة في ظل القتال للحفاظ على المرمى، أما المنتخب السعودي لم يقدم الصورة المطلوبة منه لكن مازال لديه الكثير، أما الفريق اليمني المعروف عنه حب كرة القدم لكن الظروف أخرتهم، فالرياضة إن لم تحصل على دعم من الحكومة فلن تتقدم لكنهم بذلوا جهداً كبيراً يشكرون عليه، أما المنتخب القطري فرغم الإمكانات الكبيرة المسُخرة له إلا أن ذلك لم ينعكس في أرضية الملعب “ إمكانات دون عطاء”، المنتخب الكويتي مازال محتفظاً بقتاله داخل الملعب.
الكويت كانت تمتلك منتخباً لا يقهر
وحول مشاركته في بطولات كأس الخليج العربي بين الأسطورة بأنه قد شارك في خمس بطولات سابقة لكنه لم يحقق لقبها ولا في بطولة واحدة حيث بدأ المشاركة في البطولة الخامسة، وبين ماجد بأن سبب عدم إحراز السعودية لأي بطولة في جيله فقد أكد على أن الكويت في تلك الفترة كانت تمتلك منتخباً لا يمكن هزيمته فلا يستطيع ماجد أن يهزم منتخباً كاملاً بمفرده وجاء جيل العنبري والدخيل والحداد وكان بنفس مستوى السابقين وواصلوا الحصاد في ظل عجز المنتخبات الثانية عن مجاراتهم خصوصاً وأن المنتخب السعودي لم يكن مكتمل العناصر في تلك الفترة والفوز بالبطولة لا يأتي بالكلام بل يحتاج لعمل جاد يترجم في أرض الملعب لكن في الجيل الذي جاء بعدنا وبعد انخفاض مستوى المنتخب الكويتي وابتعاد العراق ظهرت منتخبات استطاعت الحصول على لقب الخليج وكسر احتكار الكويت.
النظام الحالي لا يخدم البطولة
وفيمــــا يتعلـــق بنظـــــام البطولــة الحالــــي (نظام المجموعتين) ورأيه فيه إن
كان أفضل من السابق فقد أكد ماجد على أن النظام الحالي يحرم المنتخبات من اللعب مع الكل حيث يكتفي كل منتخب بمجموعته فقط رغم أن الهدف هو مشاركة الجميع ومقابلة الجميع لكن نظراً لضيق الوقت تحولت البطولة للنظام الجديد.
كما قال الأسطورة ماجد عبدالله بأن بطولة الخليج ليس الهدف الأول منها هو إحراز اللقب بل الهدف الأكبر هو مشاركة الجميع واللعب مع الكل وإن استطاع أحد حسمها قبل وقتها كما كان في النظام القديم فهذا حق من حقوقه ودليل على قوة المنتخب الذي استطاع الحسم، لكن النظام الجديد يكون مختصراً للوقت وفي نفس الوقت يحمل الإثارة حتى آخر صافرة في المباراة النهائية.
وحول تقييمه للمجموعتين الحاليتين فقد أكد بأن المجموعة الثانية التي تضم السعودية والكويت والعراق واليمن هي الأقوى كون ثلاثة منتخبات من أعضاء المجموعة قد حققت اللقب سابقاً فالكويت هي صاحبة نصيب الأسد والسعودية والعراق لهم ثلاث بطولات، أما المجموعة الأولى فلم يقلل منها الأسطورة فهي بالنسبة له مجموعة قوية فقوتها في الفرق الأربعة بأكملها( البحرين، الإمارات، قطر، وعمان )، لكن وأثناء قرعة البطولة فقد توجهت الأنظار نحو المجموعة الثانية كونهم الأكثر جاهزية للمنافسة على اللقب أما المجموعة الأولى فقد كانت بحسابات الورق محسومة للإمارات وعمان لكن عمان لم تقدم المتوقع وأقصتها البحرين.
أما عن الدور نصف النهائي والحديث عن أن الخبرة هي من ستكون الفيصل وهي من سترجح كفة المتأهل للمباراة النهائية فقد بين ماجد عبدالله بأنه يعارض نظرية أن الخبرة هي من سترجح كفة المنتخبات بل هو مع العطاء والعمل فمن سيعمل ويقدم العطاء هو من سيفوز في النهاية، فلاعبو الخبرة سيتحملون مسؤولية كبيرة خصوصاً وأن الخطأ يعتبر غير مقبول والفريق الذي سيقدم أخطاء أقل هو من سيفوز ويتأهل للنهائي.
عقم إنتاج النجوم
دورة الخليج كانت منبعاً للنجوم، أما الآن أصبحت تعاني من عقم في إنتاج النجوم ففي البطولات الحالية أصبح من النادر أن نرى نجماً جديداً في البطولات الخليجية على عكس السابق فقد كنا جيلاً كاملاً من اللاعبين الجدد يخرجون في كل بطولة في هذه النقطة أكد ماجد بأننا في الخليج نعمل بعجلة كبيرة ونفتقد للصبر على اللاعبين حيث إننا نغير بكل سهولة وسرعة ولا نصبر على اللاعبين ونعطيهم الفرص ليأخذوا وقتهم وفرصتهم، فاللاعب الشاب يحتاج للوقت والراحة النفسية ليثبت نفسه أكثر ويبرز كنجم لكن عيبنا الأول في الخليج هو التسرع في الحكم على اللاعبين والمدربين وهو السبب الأكبر لعدم بروز النجوم.
كذلك اختيار المدربين يجب أن يكون بحسب احتياجات المنتخبات والفرق فالفريق الذي يحتاج لتقوية خط من خطوطه يجب أن يكون المدرب مناسباً لهذه المراكز ، لكن نحن في الخليج دائماً ما نبحث عن الأسماء ونترك الاحتياجات الضرورية ويرجع ذلك إلى المصالح التي يجنيها البعض وليس وفق الاختيارات المدروسة حيث إن من يختار المدربين في الخليج أشخاص ليس لهم في الفنيات لكن من لدينا دائماً ما يعتمدون على السمع بأن المدرب الفلاني جيد فيجب أن نتعاقد معه ولجأ الأسطورة إلى المثل الشعبي الدارج “ لو فيه خير ما قطه الطير” للتعبير عن بعض المدربين في الخليج الذين جالوا كل الدول الخليجية دون إنجاز وترى الجميع يتهافت عليهم في أمر مستغرب.
مع استمرار كأس الخليج لكن بتطويره
وحول الكلام السائد حالياً من المعارضين لاستمرارية كأس الخليج بأنها بطولة أدت الغرض منها وأصبحت دون فائدة تذكر أكد ماجد بأنه مع الاستمرار في البطولة مستفسراً عن سبب هذا الكلام قائلاً لماذا نلغيها؟ لكن هو مع تغييرها وتطويرها بشكل أكبر مقترحاً بأنه يجب أن يعطى الجميع الفرصة للمشاركة في هذه البطولة بحيث أن كل لاعب شارك في ثلاث دورات يستبعد من فريقه وتعطى الفرصة للجديد لتكون بطولة كأس الخليج فرصة لبناء المنتخبات الخليجية الجديدة المنافسة للوصول لمستويات أعلى واللاعب الكبير والقديم يستثمر في البطولات الأكبر سواء القارية أو الدولية.
تغيير المدرين للمصالح سبب تراجع الكرة السعودية
وحول التراجع في الكرة السعودية في الآونة الأخيرة قال الأسطورة بأن المنتخب السعودي قد خرج من عدة تصفيات في مراحل متقدمة وتراجع ترتيبه الدولي كثيراً بسبب كثرة تغيير المدربين الذي أدى إلى عدم الاستقرار الفني في المنتخبات كذلك النوعية المختارة من المدربين التي تعتمد على الأسماء لا العمل وريكارد هو أكبر مثال فهو كبير كلاعب لكن مسيرته التدريبية ابتدأت مع برشلونا ومن يدرب برشلونا بالتأكيد سينجح والدليل تجربته في تركيا التي لم ترتق لربع مستوى التجربة البرشلونية فبرشلونا هو من يُلمّع المدربين لذا فقبل اختيار المدربين يجب أن يُدرس.
النصر في تحسن لكنه بعيد عن البطولات
نادي النصر والوضع الحالي له من هذا المنطلق أكد ماجد بأن النصر في وقته الحالي يسير إلى تحسن لكنه لا يمكن أن يحقق البطولات كالسابق فالبطولة تحتاج لأدوات في الملعب وفريق مكتمل ومدرب مكتمل لكن في الفترة الأخيرة النصر يعتبر أكثر فريق في العالم في إقالة المدربين ويعود ذلك إلى عملية الاختيار الخاطئة التي أثرت على الانضباط الفني والاستقرار.
كما أكد ماجد على أن رحيل الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله كان له الأثر الكبير في تدهور نادي النصر حيث كان رحمه الله كياناً كاملاً وعاصر أجيالاً كثيرة بتواجده في النادي فهو الأب الروحي للنصر ورحيله أثر كثيراً خاصة باختفاء من يترجم تعليماته وتوجيهاته لأرض الواقع وإلى عمل.
كل أحداث الخليج ذكريات حلوة
وحول ذكرياته في كأس الخليج بين الأسطورة بأن كأس الخليج بحلوها ومرها جميعها تعتبر ذكريات حلوة لماجد فدورة الخليج لها جو خاص من الاستقبال وحتى الختام.
وختم حواره مع الوطن الرياضي بتقديم الشكر الجزيل للبحرين حكومة وشعباً وللجماهير الذين قابلهم بعفويتهم وحفاوة استقبالهم، والشكر موصول للوطن الرياضي على إتاحة الفرصة بهذا اللقاء متمنياً التوفيق للوطن الرياضي ومزيد من التقدم والنجاح.