كتب ـ أحمد الجناحي:
العنود طفلة في الرابعة لا تنام إلا ولحافها البنفسجي يغمر جسدها الصغير، أختها الهنوف ذات الستة أعوام لا تغفو ولا يغمض لها جفن إلا بأحضان عمتها، ابن عمتهما راشد بلغ العاشرة ينام وهو يحك طرف إصبعه بملابسه.
الطفل خالد يحب سماع القصص قبل النوم ولعبته بجواره، وسارة تنام وأمها تلعب بشعرها، بالمقابل تُفضل شقيقتها الرقاد وهي تتوسد يد أمها عوضاً عن الوسادة.
غادة تخلد للنوم ولكنها قبل ذلك تودع والدتها سراً، وأم عادل لا ينام ابنها قبل أن يحضنها ويشم رائحتها، منصور أب لتوأمين ولا ينام طفلاه قبل المسح على ظهورهم ساعات متواصلة.
لله در الأطفال
العنود طفلة في الرابعة لا يمكنها النوم إلا بعد أن تتغطى بلحافها البنفسجي تقول أمها «دائماً تسأل قبل النوم.. وين برنوصي البنفسجي؟» وإذا كان لحافها العجيب في الغسيل فإنها تبكي طوال الليل حتى يغلبها النعاس وتغفو، بالمقابل أختها الهنوف ذات الستة أعوام تحب النوم بجوار عمتها والسبب تعلقها بها منذ الصغر، ويغشاها النعاس عندما تطمئن أن عمتها بجوارها.
ابن عمتهما راشد متعلق بالملابس، لا ينفك رغم بلوغه العاشرة عن حك إصبعه بطرف ملابسه حتى ينام، وكأن النوم محبوس خلف تلك الخيوط.
طفلة أم سارة لا تنام حتى تلعب بشعرها «أختها الصغرى تفضل النوم على يدي بدل الوسادة» قاطعتها صديقتها بالقول «تصدقين حتى بنتي تفضل النوم على يدي» وكأن الأطفال بتصرفاتهم الغريبة يستلهمون معاني الحنان عبر أيادي الأمهات وأحضانهن المليئة دفئاً وحناناً.
«توتة.. توتة»
في كل ليلة تنادي غادة أمها حين يحين موعد نومها وتقول «ماما أريد أن أخبرك بسر» وحين تدنو الأم من ابنتها تتمتم الصغيرة في أذنها بكلمات مبهمة غير مفهومة، ثم تنقلب وعلى وجهها ابتسامة واسعة ثم تنام، أم عادل ابنها لا ينام حتى يحضنها ويشم رائحتها.
منصور أب لتوأمين يقول «في صغري كنت لا أنام حتى تمسح أمي على ظهري» ويواصل وعلائم الدهشة بادية على محياه «اليوم أطفالي أصابتهم عدوى المسح على الظهر قبل النوم».
منصور وزوجته يمسحان على ظهور أطفالهما كل ليلة حتى يخلدوا للنوم تقول زوجته «في اليوم الذي يتأخر فيه زوجي بالعمل، يداي تنشلان من كثرة المسح على ظهر الطفلين».
خالد يحب سماع القصص القصيرة قبل النوم ولكنه يرفض أن يستمع للقصص دون وجود لعبته بجواره، وفي كل ليلة يسأل لعبته قبل أن ينام «حلوة القصة؟ تبي ماما تقولنا قصة ثانية؟»، بينما يردد أخوه الذي يكبره بـ4 سنوات «قلة العقل مصيبة».