كتب - المحرر الرياضي:
رغم الفترة القصيرة التي قضاها مع الأحمر غير أنه وضع بصمة فنية وذلك يحسب للجنة التي اختارت المدرب وأنقذت المنتخب من التراجع الخطير مع المدرب الإنجليزي بيتر تايلور رغم أن الأخير حقق إنجازين ولكن ليس ضمن فئة الخمس نجوم .
ولعل أبرز الأمور التي صنعها كالديرون هو إعادة الانضباط وصناعة منتخب بروئ تكتيكية في زمن لا يتعدى الشهرين .. الشارع الرياضي لا يستطيع انتقاد أو الانتقاص في حق المدرب، بيد أن ثمة أمور تدور في أروقتهم فيما يتعلق ببعض القرارات التي صاحبها سوء الطالع .. في الجانب الآخر هناك قرارات كسبت الرهان من أبرزها استدعاء للنجم المخضرم محمد سالمين والذي كان لوجوده أثر إيجابي على الفريق والأمر كذلك بالحفاظ على بعض اللاعبين الكبار في الفريق كمحمد حسين وعبدالله المرزوقي وحسين بابا..إلخ ، غير أنه في المقابل استبعد لاعبين لهم صولاتهم وجولاتهم كسلمان عيسى ومحمد الطيب ومحمود رينغو..
هذا من جهة، وفي الجهة الأخرى هناك بعض القراءات غير الموفقة للمدرب خلال منافسات خليجي 21 وتحديداً في مباراة البحرين والعراق .. الوطن وضمن رصد خاص تستعرض قرارات كالديرون بين السلب والإيجاب ..
راشد الحوطي x سلمان عيسى
تعد من أبرز القرارات غير الموفقة لكالديرون باستبعاده سلمان عيسى من قائمة الـ 23 للأحمر، فالجميع لاحظ المستوى المتذبذب للاعب راشد الحوطي في جميع مباريات منتخبنا بدليل خروجه المبكر في لقاء العراق إذ كان الأخير قد ركز هجماته في الجهة اليسرى في الشوط الأول تحديداً . في المقابل ماذا لو استعان كالديرون بسلمان عيسى حتى على دكة الاحتياط على اقل تقدير خصوصاً وأن اللاعب لم يهبط مستواه بالصورة التي تجعله يخرج ضمن أفضل 23 لاعباً للأحمر، علاوة على الخبرة التي يمتلكها والتي كانت ستفيد الأحمر في لقاء نصف النهائي.
محمد الطيب x عبدالله يوسف
كان استبعاد اللاعب محمد الطيب من القرارات غير الموفقة إطلاقاً للمدرب كالديرون ، نظراً للثقل الهجومي والمكانة التي صنعها مهاجم النجمة الواعد في التشكيلة الأساسية مع المنتخب، علماً بأن الطيب كان هداف المنتخب في دورة الألعاب الخليجية وتلتها الألعاب العربية دون إغفال الأهداف التي سجلها مع الأحمر في تصفيات كأس العالم 2014 ومن أهمها تسجيله هدف التقدم للأحمر في شباك إيران ( التعادل 1-1 بالمنامة ) .. هذه المؤشرات كانت مقنعة لأي مدرب بالاستعانة بالطيب بدلاً من إقصائه والزج بالمهاجم الشاب عبدالله يوسف والذي لا يزال يحتاج إلى خبرة المباريات، علاوة على بعض الملاحظات الفنية التي نجمت خلال الشوط الثاني من أدائه في مباراة العراق وتتمثل في ثقل الحركة وسوء التمركز واللعب بدون كرة، مع العلم أن اللاعب يلعب للرفاع الشرقي في دوري المظاليم البحريني ( الدرجة الثانية ) دون أن ننقص من حقه كمهاجم واعد في الفترة المستقبلية .. والسؤال الذي يطرح كيف شاهد كالديرون اللاعب وكيف اختاره ؟!
عبدالله الكعبي x محمود العجيمي أو عباس أحمد
في البطولات الإقصائية لكرة القدم دائماً ما يضع بعض المدربين في أذهانهم وضع لاعبين متخصصين في ركلات الترجيح ولعلنا نرجع للوراء وتحديداً في مونديال 1990 وكيف تحول الحارس الأرجنتيني جيوكوتسيا إلى أسطورة في بلاده رغم أنه كان الحارس الاحتياطي للفريق، بيد أن تألقه في صد ركلات الترجيح كان عنوان التـألق وفتح آفاقاً جديدة في مسيرته الكروية.. وهنا الإشارة تتعلق باستبعاد كالديرون لحارس المحرق عبدالله الكعبي والذي كان في فترة طويلة الحارس الأساسي مع فريقه المحرق، ثم تناوب الحراسة في النادي مع الحارس الأساسي للمنتخب سيد محمد جعفر . ما نود التطرق إليه ليس أن الكعبي يعتبر من الحراس المتميزين فحسب، بل لامتلاكه خصلة وميزة صد ركلات الجزاء والترجيح، ووفق ذلك كان لا بد من كالديرون أن يضع في ذهنه ذلك الاعتبار الهام، والتغاضي عن أحد الحارسين مع أنهما كذلك حارسين متميزين فعباس أحمد حامي عرين الحد ويقدم مستويات متميزة ، والأمر كذلك مع الحارس الواعد محمود العجيمي والذي أظهر إمكانيات عالية لدى انتقاله إلى النجمة الموسم الجاري، بيد أن القصد من الطرح هو أهمية وحاجة المنتخب للحراس حسب تخصصات مختلفة ..
محمود رينغو x حسين سلمان
كان لاعب الرفاع حسين سلمان ضمن التشكيلة الأساسية للمدرب كالديرون من أول مباراة ودية خاضها الأحمر في عهده، لكن سرعان ما تغيرت قناعة المدرب بعد أول مباراة خاضها الأحمر في كأس الخليج ليصبح اللاعب حبيس دكة البدلاء، اللاعب يمتلك إمكانيات جيدة لكن كما يقال في المثل الكروي “هذا لاعب نادي وليس منتخباً “ إذ ترى اللاعب يقدم مستويات مبهرة مع ناديه، ولكن على صعيد المنتخب لا يظهر اللاعب نصف مستواه نظراً لأمور سيكلوجية أكثر من فنية .. وعلى العكس من ذلك هناك لاعبون يتألقون أكثر مع المنتخب من النادي والحال يتعلق باللاعب محمود عبدالرحمن “رينغو” والذي يتميز عن حسين سلمان بامتلاكه تسديدات قوية مركزة كانت قد تكون أحد الأسلحة المهمة للأحمر، بدليل أن المنتخب سدد 18 تصويبه نحو المرمى وخارجه طيلة مبارياته في البطولة فلم يسجل سوى هدف واحد بقدم حسين بابا من ركلة حرة، دون إغفال ركلة الجزاء لفوزي عايش ..
مجرد رأي
قد يتفق من يتفق وقد يختلف آخر حول النقاط الفنية، ولكن الأهم من ذلك هو أهمية تقييم العمل في المرحلة الماضية مع المدرب كالديرون مع الإشادة بما قدمه، بجانب وضع استراتيجية بعيدة المدى للمنتخب الوطني حتى يحقق آمال وتطلعات البحرينيين عامة .