كتبت - فاطمة بوحسن:منتخب قلب جميع الموازين والحسابات التي وضعت بعين الاعتبار قبل بدء بطولة خليجي 21. المنتخب الإماراتي الذي استطاع وبجدارة تخطي جميع منافسيه الذين خط لهم التاريخ صفحات من الأمجاد، ومنهم من تألقت أسماؤهم في لوحة شرف بطولة كأس الخليج. كل هذا وأثبت منتخبهم الذي يضم الأغلبية من صغار السن أن من صنع هذه الأسطورة الخليجية هو مدرب لم يأت من أقاصي الأرض بل من أرض وطنهم الإمارات المتحدة العربية، يا ترى ما هي قصة هذا المنتخب الذي أبهر الجميع؟بداية عاش هذا المنتخب أجمل فتراته عندما قاده محمد خلفان الرميثي والذي كان رئيساً للاتحاد منذ الفترة 2008 ولغاية أواخر عام 2011 عندما استقال وقتها. فهو القائد الذي لم يجعل أمامه عائقاً ولم يعط أي مجال لمنعه تحقيق أحلام الإمارات الكروية.في 2006 وبعد مرور عامين على ولادة هذا الفريق كان منتخب الناشئين أسوداً في ساحة قتالٍ أكسبتهم معركة شرسة فازو ببطولة منتخبات الناشئين بدول مجلس التعاون والتي أقيمت في السعودية بمدينة أبها من 12 إلى 23 يوليو 2006. في 2008 لاحظ المسؤولون أن مدربهم التونسي خالد بن يحيى وقتها لم يكن يقود منتخب الشباب إلى النتائج المرجوة منه في معسكر الإعداد في أبوظبي، فتقرر استبعاده قبل أسبوع من منافسات كأس آسيا واستبداله بمدرب المنتخب الإماراتي الحالي مهدي علي الذي كان مدرباً مساعداً لبن يحيى ليقودهم إلى الفوز بلقب كأس آسيا للشباب في تلك السنة وكانت تلك النقلة الحقيقة لهؤلاء الأبطال. في 2009 حقق المنتخب الإماراتي الأولومبي إنجازاً كبيراً في عالم الكرة الإماراتية بالتأهل للدور ربع النهائي (دور الثمانية) لمسابقة كأس العالم تحت 20 وهو ذات الإنجاز الذي حققه منتخب الشباب في عام 2003 في البطولة التي استضافتها الإمارات.وقدم أبيض الشباب في تلك البطولة التي أقيمت بأرض الكنانة (مصر) مستويات مميزة حيث خاض خمس مباريات أمام منتخبات جنوب أفريقيا (2- 2) وهندوراس (1-0) والمجر (0- 2) وفنزويلا (2- 1) وكوستاريكا (1- 2) وأطاحت بهم كوستاريكا في الوقت الضائع.وبقمصان المنتخب الأولومبي حقق هذا المنتخب لقب بطولة الخليج تحت 23 سنة سنة 2010. وفي نفس السنة انتقلوا إلى إهداء الإمارات العربية المتحدة فضية دورة الألعاب الآسيوية والتي احتضنتها مدينة جوانزو الصينية في العام 2010 بمشاركة 24 منتخباً في القارة الصفراء. 2011 كان عاماً تأثر به هذا المنتخب الشديد بالغيابات لكنها لم تمنعه من الوصول إلى آخر عتبة في سلم بطولة المنتخبات الأولمبية الخليجية بدولة قطر، بل لعب حتى آخر ثانية ليطيح به شقيقه العماني في ركلات الترجيح ليحتل الأبيض المركز الثاني في البطولة. ثمانية وعشرون عاماً والكرة الإماراتية تتطلع بشوق لحلم في التأهل إلى الأولومبيات حيث إنه حلم لا يقل شأنه عن كأس العالم وكانت هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه الكرة الإماراتية بهذا الشأن، وحان الوقت الذي صمم هذا المنتخب الأبيض على تحقيق ذلك الحلم، فبدأت رحلة التحقيق في مباراة تعادل فيها مع نظيره الأسترالي ومن ثم حلت صدمة على صفوف الفريق الأبيض لم يكن يتوقعها أحد حين سببت وفاة زميلهم اللاعب ذياب عوانة في حادث سير في أبوظبي حزناً كبيراً في نفوسهم ويتذكر كل فرد منهم كيف كان يصافحهم كأنه يودعهم للحظة الأخيرة. وتميز المرحوم عوانه بمهارته وأسلوب لعبه المميز. بعد ذلك انتهت مباراتهم مع منتخب أوزبكستان بالتعادل السلبي، وهزمهم العراق بهدفين مقابل لا شيء لكن قلبت النتيجة لصالح الفريق الأبيض لمخالفة المنتخب العراقي قوانين الفيفا وإشراك لاعب لا يحق له المشاركة حينها، وشارك بعدها مع نفس المنتخب العراقي في مباراة الإياب ليفوز بهدف مقابل لا شيء في الدوحة، ومن ثم الخروج بنفس النتيجة في مباراتهم مع أستراليا. واختتمت رحلتهم لتحقيق الحلم خلال مباراتهم التي أقيمت في طشقند مع المنتخب الأوزبكي بتقدم المنتخب المنافس في البداية بهدفين مقابل لا شيء، في حين أن الحلم سيتحقق في حالة الفوز أو التعادل، لكن هيهات فالأبيض شد الرحال ليحقق لوطنه الحلم، فاستطاعوا قلب الطاولة على المنافسين لتصبح النتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين أحرز اثنين منهما البطل أحمد خليل وهدف لحبوش صالح. ومن هنا استطاع هذا المنتخب البطل تحقيق الحلم والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012 حيث كان في المجموعة الأولى مع البلد المستضيف والأورغواي والسنغال.انضم إليهم الكابتن مهدي علي عند انضمامهم إلى الفريق الأول في سبتمبر 2012 حيث ضم عناصر كانت تحت إشراف المدرب السابق للمنتخب الإماراتي اليوغزلافي سريتشكو كاتانيتش وهم: إسماعيل مطر، وليد عباس، علي خصيب، إسماعيل الحمادي، ومهند العنزي، وفريقه الذي حقق الحلم لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتأهل إلى أولمبياد لندن ليشكل مزيجاً مع الخبرة ومن أشرف عليهم منذ خمس سنين لينتقل بهم إلى آخر مرحلة من كأس الخليج في مملكة البحرين.
970x90
970x90