كتب-حسن خالد:
في عالم كرة القدم لا شيء يستمر بغير الجمهور، حيث إن اللاعب يكون له عمر معين ليذهب بعدها إلى سن الاعتزال، كما إن المدرب سيأتي له يوم محدد وينهي بذلك مهنته ومسيرته التدريبية.
ولعل اندثار الجيل السابق من منتخبنا الوطني كان أثره إيجابياً نوعاً ما على الفريق الحالي بحيث ها نحن في كل يوم نكتشف موهبة شابة جديدة تكون مؤهلة لخوض كأس الخليج مثلاً كما حدث مؤخراً مع كم كبير من المواهب الشابة التي دخلت غمار هذه البطولة.
وبالحديث عن بعض من لاعبي الجيل السابق لمنتخبنا كمحمد سالمين الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، ومحمد حسين (32 عاماً) إضافة إلى حسين بابا (33 عاماً)، وتجدر الإشارة إلى أن محمد سالمين ومحمد حسين لازما اللعب مع الأحمر منذ خليجي 14 والتي جرت في البحرين بعام 1998، فيدور السؤال، هل أولئك مؤهلون لخوض بطولة أخرى من كأس الخليج؟ علماً بأنهم استعادوا بريق مستواهم السابق، ولكن هل سيتصدى العمر لهؤلاء النجوم؟!
العمر ليس بمقياس
العمر في كرة القدم لا يعد مقياساً على الإطلاق في تحديد مستقبل اللاعبين، ولنا في العديد من اللاعبين العالميين المثال، فعلى سبيل المثال زانيتي الأرجنتيني الذي يبلغ من العمر أربعين عاماً، إضافة إلى مدافع نادي برشلونة الإسباني كارليس بويول الذي سيبلغ الخمسة والأربعين من عمره في مطلع الأشهر القادمة، فهؤلاء النجوم لم يقفوا عاجزين بسبب عوائق العمر، بل إنهم رحبوا بهذه المهمة الصعبة حتى يتخطوها لمرحلة ما ويشاركون بذلك مع أنديتهم في تحقيق أحد الألقاب.
الانضباطية والتحديات
من أهم الشروط للبقاء بنفس الطاقة والتحدي والروح المعنوية في العمر المحدد هي الانضباطية في تسوية الواجبات المفترضة على كل لاعب في العالم، يجب أن يكون اللاعب أكثر انضباطاً في التعامل مع كل يوم له مع الفريق، بحيث يلتزم بأوقات التدريبات والتمارين البدنية، يتناول وجباته بكل انتظام حسب المنسق للوجبات في الفريق، إضافة إلى روح التحدي التي يجب أن ينافس بها زملاءه الأصغر منه سناً في الفريق، وأيضاً تقبل خيارات المدرب في حال ما قرر عدم إشراكه كأساسٍ في اللقاءات، كما يحدث الآن لإسماعيل مطر، رجل الرياضة الأول في كرة القدم الإماراتية عام 2007 عندما حقق كأس الخليج، والآن هو جليس دكة الاحتياط، ولكنه في نفس الوقت من أكبر الدوافع لزملائه الصاعدين من ناحية إعطائهم للحافز والفعالية في المشاركات.
اللاعب الرمز
اللاعب في كرة القدم كل ما ذهب نحو الإنجاز، كل ما ازداد مجده أكثر، وأيضاً اللاعب الذي يحافظ على تقنياته في لعب كرة القدم وقدراته رغم تقدم سنه، يكون رمزاً يحتذى به، بل أحياناً يكون مصدر إلهام للعديد من اللاعبين والصغار كما هو زانيتي الآن، فاللاعب لا يجب أن ينسى بأنه يُشاهد على التلفاز من جميع أطياف ومكونات المجتمع، لذا فهو تأثير أخلاقي لتلك الفئة المجتمعية المعينة، لذا فيجب أن يتخطى التحديات رغم جميع الصعوبات التي قد تصيبه و تتلامس مع مشواره الكروي.
القيادة
وإذا تحققت كل العوامل المذكورة، فمن هنا يصل اللاعب لمرتبة رفيعة من الاحتراف الذي يكونه في داخل شخصه الرياضي، فيستطيع بذلك أن يقود الفريق بكل يسر وهدوء إلى أية مرتبة من المراتب التي تطمح إليها المجموعة ككل، فيكون حينها كقائد السفينة التي تذهب باتجاه كنز ما.
اللاعب يستطيع أن يكون ما يطمح إليه، ولكن الطريق لابد من وجود الأشواك فيه، لذا فعليه أن يرحب بتلك الأشواك ويتحداها ومن ثم يهزمها، حتى وإن تقدم به العمر، فالإرادة والقوة تصنع المستحيل في البعض الكثير من الأحيان.