الشيخ زياد السعدون



كثيراً ما نسمع من بعض الناس وخاصة النساء عبارة تقول «اللي يحب ما يكره»، والواقع والشرع والمنطق يرون غير ذلك، فقد أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن «القلب يتقلب ولا يثبت على حال»، فكان من دعائه عليه الصلاة والسلام «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، ولهذا يقول علي رضي الله عنه «أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما».
وهذا هو الواقع المشاهد، فكم نرى من الأصدقاء الذين لو وصفوا محبتهم في ما بينهم لعجزوا عن ذلك، ثم لما دارت الأيام حصل بينهم من الخصام ما أفسد تلك المحبة وحول ذلك الحب وتلك المودة إلى كره وبغض شديدين.
وكم من زوجين كانا يضربان المثل في الحب والمودة التي بينهما، ولكن لما أقلعت سحائب الحب من فوقهما، وهبت رياح المشكلات وأعاصير الخلافات، وحل محل الحب الكره والبغض، ودبت الشحناء إلى القلوب، انقلب الأمر.
وكأن تلك القلوب لم تعرف الحب يوماً من الأيام، فالقلوب تتأثر بما حولها سلباً أو إيجاباً، وهذا يعني أن المحبة تزداد إذا كانت العوامل والأحداث المحيطة تساعد على ذلك، أما إذا كانت العوامل والأحداث من أخطاء وتجاوزات سلبية، فإنها تضعف المحبة في النفوس، وكلما زادت تلك المشكلات يضعف الحب حتى يتحول إلى كره، وبغض في نهاية الأمر.
ولهذا ننصح الذين يتزوجون حديثاً من الشباب والشابات، أو من هم مقبلون على الزواج، ألا يفتحوا ملفات أخطائهم التي كانت قبل الزواج، وأن يستتروا بستر الله، ولا يفضحوا أنفسهم، وليتذكروا قول علي رضي الله عنه «أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما».