عواصم - (وكالات): قتل أكثر من 100 شخص في عملية اقتحام منطقة قريبة من مدينة حمص وسط سوريا بدأتها القوات النظامية الثلاثاء الماضي واستمرت قرابة 24 ساعة، بينما اعتبرت موسكو أمس أن تحميل النظام السوري مسؤولية انفجاري جامعة حلب أمر «معيب».
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «معلومات تفيد بارتكاب النظام السوري مجزرة جديدة الثلاثاء الماضي ذهب ضحيتها نحو 106 سوريين بينهم نساء وأطفال»، إثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصوية «الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية» إلى الشمال من مدينة حمص.
وأوضح أن من الضحايا عائلة مؤلفة من 14 شخصاً بينهم 3 أطفال، وأن بعض الضحايا قضوا حرقاً في منازلهم أو قتلوا بالسلاح الأبيض. من جهتها، قالت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من نظام الرئيس بشار الأسد، إن «وحدات الجيش حققت تقدماً ملحوظاً في الريف الحمصي، حيث طهرت قريتي الحويصة والدوير وبساتينهما من المسلحين». ونقل عبدالرحمن عن ناشطين قولهم إن المنطقة «خالية من المقاتلين»، وهي تضم نحو ألف نازح من المدينة التي تفرض القوات النظامية حصاراً على عدد من أحيائها منذ أشهر. ودانت فرنسا «بأقوى العبارات المجزرة الجديدة التي نفذها الجيش السوري في حمص». واعتبر مساعد المتحدث باسم الخارجية فانسان فلورياني في بيان أن «هذه الحلقة الدموية الجديدة تشكل إثباتاً إضافياً على وحشية نظام بشار الأسد. فرنسا تريد أن لا تبقى هذه الجرائم بلا عقاب».
وأضاف المتحدث الفرنسي «على منفذي هذه الجرائم المرتكبة في سوريا، أيا كانوا، أن يخضعوا للمحاسبة أمام القضاء الجنائي الدولي». ويأتي الكشف عن العدد الكبير من الضحايا بعد يومين من انفجارين في جامعة حلب أوديا بحياة 87 شخصاً وتبادل طرفا النزاع المسؤولية عنهما. ورفضت روسيا حليفة نظام الرئيس بشار الأسد، تحميله مسؤولية ما جرى. وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف «رأيت على السي إن إن بيانات لا تستبعد أن تكون القوات المسلحة نفذت الاعتداء، لا يمكنني تصور أمر معيب أكثر من ذلك». ويأتي الموقف الروسي غداة قول المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن «الولايات المتحدة تشعر بالصدمة وهي حزينة بسبب الهجوم الدامي الذي نفذه النظام السوري ضد جامعة حلب».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دان بدوره امس «الهجوم الفظيع»، مذكراً بأن استهداف المدنيين عمداً «يشكل جريمة حرب»، دون تحميل طرف معين المسؤولية. واتهم ناشطون معارضون ولجان التنسيق المحلية الطيران الحربي بقصف الجامعة.
بدوره حمل المرصد السوري النظام مسؤولية الانفجارين، قائلاً إن الطلاب الذين التقاهم فريق له اجمعوا على «إن الانفجارين ناجمين عن صواريخ من الأعلى، وأكدوا وجود طائرات حربية في سماء المنطقة».
وحملت وزارة الخارجية السورية تنظيم «القاعدة» و»ذراعه الإرهابية» في سوريا، «جبهة النصرة»، مسؤولية تفجيرين في مدينة إدلب شمال غرب البلاد أوديا أمس الأول بأكثر من عشرين شخصاً. والخميس، قتل العشرات في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد. ومن الضحايا، 11 شخصاً بينهم 7 أطفال و3 نساء في قصف بالطيران الحربي على منطقة جنوب دمشق تضم لاجئين فلسطينيين ونازحين سوريين من الجولان. كذلك، أغار الطيران على محيط دمشق، لاسيما في المليحة وعقربا ويلدا وداريا والمعضمية.
وفي محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة في مدينة رأس العين بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلين معارضين، ما أدى إلى مقتل 3 من الأكراد و7 من المعارضين، وإصابة العشرات من الطرفين بجروح.
من جانبه، قال محافظ حلب وحيد عقاد إن النزاع السوري المستمر منذ 22 شهراً وما تخلله من «أعمال تخريبية»، أدت إلى تكبيد المحافظة خسائر بقيمة 200 مليار ليرة سورية «نحو 2.5 مليار دولار».