كتب ـ حسين التتان:
أحمد شاب بحريني عمل في مجال تنظيف السيارات وإصلاحها، ثم بائعاً بسوق المنامة، قبل أن يعين أمين صندوق بأحد محال بيع المثلجات، ولا يتحرج محمد عن بيع قناني الماء في كل مكان يرتاده الناس ويرى في العمل عبادة.
أم علي بحرينية تعمل كسائق حافلة صغيرة، لإيصال الأطفال إلى روضاتهم ومدارسهم، فيما عمل نبيل محاسباً في شركة صغيرة براتب 300 دينار قبل أن يمتهن تصليح الأبواب والنوافذ الخشبية ويفتتح ورشة للنجارة.
العمل عبادة
أحمد شاب بحريني يعمل اليوم أمين صندوق في أحد المحال الشهيرة لبيع المثلجات «عملت في شتى المجالات، وأنا فخور بذلك، عملت أولاً في مجال تنظيف سيارات أهالي الحي، وبعدها بائعاً عند عمي في سوق المنامة، ومن ثم عملت في الكراجات الخاصة بإصلاح السيارات».
بعد تخرجه من المدرسة، عمل أحمد مباشرة في محل المثلجات «براتبي أصنع مستقبلي، فما أحصل عليه من أجر، أدخره لرسوم الجامعة».
محمد شاب يافع يبيع قناني الماء في كل مكان يرتاده الناس عادة «أزاول هذه المهنة الشريفة لأسباب عدة، أهمها قتل وقت الفراغ الكبير، ولإيماني أن العمل عبادة وسعادة».
ويرى محمد أن المجتمع، لا ينظر إلى العاملين في الوظائف الدنيا بنظرة دونية، بل يحترم العامل ويقدس العمل أياً كان، ولا يحترم من لا يعمل أو يسعى طلباً للرزق».
المرأة كادحة
أم علي امرأة بحرينية تقود حافلة صغيرة، وتوصيل الأطفال والطلبة إلى روضاتهم ومدارسهم، والنساء إلى الأعراس ليلاً وتقول «المرأة البحرينية مكافحة، ولا تتوانى عن العمل في كل القطاعات، وامتهان العمل الشريف».
وتعتبر أم علي مهنتها ممتعة للغاية، ولا تجد فيها حرجاً «أفتخر بكوني بحرينية عاملة، خير من أن أكون عالة على أسرتي، أو أن أقضي جل وقتي بأمور تافهة أو أمضي حياتي بالتسوق والثرثرة».
وتضيف «ثقافة المرأة البحرينية تغيرت بطريقة إيجابية، وبسبب ضغوط الحياة وصعوبتها، كان لابد لها من إثبات وجودها وتحدي كل الصعوبات والعقبات، وأن تنزل إلى ميادين العمل، وتقارع الرجل في كل المهن».
من الوظيفة للصنعة
نبيل شاب خرج من ضيق الوظيفة إلى سعة المشروع، ويسرد تجربته «كنت أعمل محاسباً في إحدى الشركات الخاصة الصغيرة، وراتبي لا يتجاوز 300 دينار، لكني فكرت أنه لا يمكن أن أبقى مدى الحياة في الوظيفة».
فتح نبيل بداية مشروعاً صغيراً لتصليح الأبواب والنوافذ الخشبية «توسع المشروع تدريجياً وفتحت ورشة للنجارة، وأنا اليوم أملك مجموعة مقاولات وورش، أما وظيفتي فإني طلقتها ثلاثاً».
فتيات بحرينيات يعملن في المنزل وفي المحال التجارية، بعضهن يبعن الإكسسوارات، وأخريات يصنعن أشكال الحلوى والكيك، أو يخطن ملابس من الصوف الخالص والقطن، وهناك مبدعات يرسمن اللوحات الفخمة أو يعملن بالتطريز، يدفعهن حب العمل والتفاني في شق درب الحياة وتحقيق الطموحات والأحلام.