كتبت ـ شيخة العسم:
تقصد أم خليفة وعائلتها بر الصخير شتاء كل عام «نهرب من خنقة المدينة.. تعبنا بين أربع حيطان»، بينما ترفض ندى محمد المبيت في المخيم لدى زيارة أهلها «ما أجمل أن تكون في سريرك الدافئ وأمام التلفزيون».
مريم خالد تشعر ببساطة الحياة في البر «ما أجمل الطبخ على نار الحطب» وتضيف «نجتمع يومياً نغني ونسهر حتى بزوغ الفجر»، عبدالله محمد ومهنا خليفة وأصدقاؤهم نصبوا خيمة وهيأوا كل مستلزماتها «أكثر ما نحب بالصخير ركوب البانشي».
أبويوسف نقل كل أثاث منزله إلى مخيم الصخير «الغسالة والثلاجة والفرن والتلفزيون والكراسي كلها انتقلت إلى البر» ويواصل «لولا ضيق المكان لجلبت الأسرة وارتحت».
هرباً من المدينة
«خنقة» أول تعبير وصفت به أم خليفة حياة المدينة، والسبب الرئيس لتوجه عائلتها إلى بر الصخير شتاءً «تعبنا من الروتين والعيش بين أربع حيطان.. الصخير فرصة لكسر الملل والروتين والعودة لحياة الآباء والأجداد» وتضيف «يصعب علينا العيش دون وجود خادمة تتدبر شؤوننا».
مريم خالد تجد في البر فرصة لحياة بسيطة «لا ماء دافئ.. والطبخ على نار الحطب» وتواصل «أحب هذه الأجواء جداً لأنها مغايرة لنمط حياتنا».
تحب مريم أن تتحلق وأفراد أسرتها حول النار والغناء إلى ساعات متأخرة من الليل «وزني زاد من كثرة الأكل.. وقتنا نقضيه إما في الأكل أو الغناء مع إخوتي وأبناء عمومتي وتكون السهرة صباحية».
سهر وراحة بال
عبدالله محمد ومهنا خليفة وأصدقاؤهم نصبوا خيمتهم في الصخير وهيأوا كل مستلزماتها «سنوياً ننصب خيمتنا.. نحن مجموعة شباب نخصص مبلغاً من المال لمتطلبات المخيم من سجاد وكراسي ومواسد وحطب وكهرباء وماء وتلفزيون ورسيفر».
عبدالله وأصدقاؤه ينتقلون للعيش في البر شتاءً «لكننا لا نستغني عن التلفزيون والدش والماء الساخن والحمام»، فيما يقول مهنا «نستأجر عاملاً يحمي ممتلكاتنا حتى لا تسرق في غيابنا ويتولى تنظيف المكان» ويضيف «أجمل ما في الصخير ركوب البانشي.. نملك ثلاثة منها، ونحب أيضاً الشواء ولعب الورق ونسهر حتى بزوغ الفجر».
ندى محمد بالمقابل لا تحب العودة للحياة البدائية «لكل زمان متطلبات»، نادراً ما تزور ندى أهلها في المخيم «من المستحيل أن أبيت هناك.. المكان موحش ومخيف جداً» وتواصل «ما أجمل أن تكون في سريرك الدافئ أمام التلفاز».
المنزل في الصخير
أبويوسف نقل كل أثاث منزله إلى مخيم الصخير «نحن في كل موسم تخييم نجهز مخيمنا كاملاً.. ننقل كل ما نحتاجه هناك.. ننصب خيمة صغيرة نخصصها مطبخاً ومخزناً للطعام ونحضر الفرن والثلاجة والتلفزيون والغسالة وكل شيء».
ويتابع أبويوسف «نشتري أدوات صحية رخيصة نوعاً ما لبناء الحمام في مخيمنا»، تبيت العائلة أياماً متواصلة في المخيم دون الرجوع للمنزل «كأن المخيم أصبح بيتنا الثاني.. لولا ضيق المكان لنقلت الأسرة واسترحت».