لايزال الجدل قائماًًًًًًًًً حول فيلم «أرغو» لبن أفليك المتمحور على قصة الرهائن الأمريكيين في إيران في بداية الثمانينيات، وقد احتدم هذا النقاش لدرجة أن الجمهورية الإيرانية قررت إنتاج فيلم يصحح الصورة «المشوهة» التي تقدمها النسخة الأمريكية.
وكان فيلم «أرغو» الذي يتناول قصة قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه» بتهريب دبلوماسيين أمريكيين من طهران في خضم الثورة الإيرانية سنة 1979، قد حاز في حفل تسليم جوائز «غولدن غلوب» الأسبوع الماضي جائزة أفضل فيلم درامي وأفضل مخرج لبين أفليك، وهو مرشح لجوائز «أوسكار» أيضاً.
ويستند هذا الفيلم إلى أحداث حقيقية، غير أن بن افليك لم يتقيد بالكامل بالمجريات التاريخية. فعلى سبيل المثال مشهد مطاردة الإيرانيين للأمريكيين في مدرج الطيران لم يحدث يوماً. غير أن هذه الإضافات لم تصدم مارك ليجيك الذي كان محتجزاً مع الرهائن.
وقال مارك ليجيك «أتفهم تماماً أنه كان لا بد من تضخيم الأحداث لإضفاء أجواء مؤاتية لهذا النوع من الأفلام. ولا أظن أنه كان من الممكن إنتاج هذا الفيلم من دون تضخيم الوقائع».
وفي المقابل، قام الفيلم بالتخفيف من أهمية الدور الذي اضطلعت به كندا في هذه القضية، مع العلم أن الرهائن قد لجأوا بداية إلى سفارتها في طهران. ولا يبالغ كين تايلور السفير الكندي في طهران حينذاك، البالغ اليوم 77 عاماً، في التعليق على هذه التعديلات، لكن الحقيقة واضحة تمام الوضوح في نظره، إذ إنه يعتبر أن «أرغو» «فيلم جيد ومشوق ومتسق. لكن الدولة الكندية لم تبق مكتوفة اليدين أمام هذه الأحداث».
وقد لقي هذا الفيلم أيضاً استحسان مارك ليجيك الذي لا يتوانى عن إبداء بعض التحفظات.
وهو أقر بأن «مرحلة المطاردة في المطار لا تزعجني شخصياً، وهي تشكل مشهداً جيداً. لكن ما يقلقني هو أن بعض المشاهدين يعتبرون أن هذا الفيلم يستعرض الوقائع بدقة وواقعية. ولا شك في أن بن أفليك وواضعي السيناريو لا يتحملون مسؤولية التقاعس الذي نشهده اليوم في تعليم التاريخ». أما السلطات الإيرانية، فهي جداً مستاءة من النسخة الأمريكية للأحداث. وهي قد أعلنت في بداية الأسبوع أنها ستطلق نسختها الخاصة من المجريات في فيلم يأتي رداً على «أرغو».
وصرح عطاء الله سلمنيان الذي سيتولى الإخراج أن هذا الفيلم «سيروي قصة تحرير الرهائن الأمريكيين العشرين على أيدي الثوار الإيرانيين، في بداية الثورة الإسلامية في العام 1979».
وأوضح المخرج الإيراني أن هذا الفيلم الطويل «سيكون رداً شافياً على الصور المشوهة التي تقدمها بعض الأفلام مثل +أرغو+ عن الأحداث المرتبطة باقتحام السفارة الأمريكية في طهران في الرابع من نوفمبر 1979 واحتجاز الديبلوماسيين الأمريكيين».
لكن مارك ليجيك يبدي بعض الشكوك بشأن النسخة الإيرانية، مشيراً إلى أن «الرواية ليست موضوعية، فالمخرج تكلم عن تحرير 20 أمريكيا، في حين أن آية الله الخميني قد سمح بالإفراج عن 13 امرأة...لا أعرف عما يتكلم».