لم يكن بالإمكان أكثر مما كان، باختصار هذا هو لسان حال المنتخب اليمني في «خليجي 21» والذي غادر كما كان متوقعاً من دور المجموعات إثر تلقيه لثلاث هزائم متتالية.
ولم تتمكن التشكيلة الشابة التي اختارها المدير الفني البلجيكي توم ساينت فيت من إعادة بسمة «اليمن السعيد» واستعادة نقطته المفقودة التي دأب على حصدها في مشاركاته الأولى وهو أمر يبدو منطقياً للغاية نظراً لوقوعه في مجموعة حديدية ضمت حامل اللقب «الأزرق» الكويتي بجانب المنتخبين العراقي والسعودي، فضلاً عن تأثير الأوضاع الغير مستقرة في البلاد وتوقف الدوري المحلي منذ عدة شهور.
ويمكن لليمنيين أن يأملوا بمستقبل أفضل بعد أن نجح البلجيكي المثير للجدل في كسب رهانه مع الإعلام اليمني الذي شن عليه هجوماً لاذعاً بسبب الأساليب الدفاعية البحتة التي ينتهجها واستبعاده لبعض الأسماء البارزة على غرار علي النونو، حيث تمكن ساينت فيت من تقديم فريق منظم يختلف إلى حد كبير عن المنتخبات التي تعرضت لخسائر ثقيلة خلال المشاركات السابقة.
واستطاع المنتخب اليمني تنظيم صفوفه الخلفية وتضييق الساحات على الخصوم معتمداً على سرعة وحيوية لاعبيه الذي يمثل الشباب منهم النسبة العظمى ولكن يبقى ضعف الهجوم النقطة السلبية الأبرز حيث أخفق المنتخب في إحراز هدف يتيم طوال مبارياته الثلاث في البطولة.
البلجيكي توم ساينت فيت
أثارت تصريحات المدرب البلجيكي توم ساينت فيت جدلاً وانقساماً كبيراً في الشارع الرياضي اليمني ما بين مؤيد ومعارض، ولكن الأكيد أن الكل يجمع على تركه لبصمة واضحة على شكل الفريق.
وأحدث ساينت فيت ثورة في صفوف «الأحمر» اليمني بعد استبعاده للعديد من الأسماء البارزة واعتماده على وجوه جديدة أغلبها يشارك للمرة الأولى.
اختيارات ساينت فيت قدمت فريقاً جديداً يعتمد على تنظيم الدفاعات وتضييق المساحات أمام مهاجمي الخصم لينجح في تحقيق مبتغاه بتجنب النتائج الثقيلة على غرار المشاركات السابقة حيث لم يتلق أكثر من هدفين خلال مبارياته الثلاث في البطولة، ولكن يؤخذ عليه إغفاله الجوانب الهجومية وهو الأمر الذي برره بإمكانيات لاعبيه المحدودة وعدم قدرتهم على مقارعة لاعبي باقي المنتخبات.
الحارس سعود السوادي
فاجأ المدرب البلجيكي المتابعين بتفضيله للحارس الشاب سعود السوادي على حساب المخضرم سالم عوض صاحب الخبرة العريضة في بطولات الخليج حيث لم يغب إطلاقاً عن البطولة منذ المشاركة الأولى لليمن في « خليجي 16» في الكويت.
وأظهر السوادي صحة القرار حيث وقف كالسد المنيع في وجه الخصوم مظهراً تألقاً منقطع النظير أجبر بعض النقاد والمحللين على اختياره ضمن التشكيلة المثالية لدور المجموعات.
وتحمل حارس الوحدة العدني الجزء الأكبر من الحمل نظراً لوقوع المنتخب اليمني المستمر تحت ضغط الخصوم حيث ساهم في تقليل عدد الأهداف التي تلقاها المنتخب اليمني بعد أن نجح في التصدي للعديد من الأهداف المحققة أبرزها ركلة جزاء نفذها الكويتي بدر المطوع.