أدانت جمعية «المنبر الوطني الإسلامي» التدخل العسكري الفرنسي في مالي، معتبرة أنه حلقة جديدة في مسلسل الكيل بمكيالين الذي تنتهجه القوى الغربية في التعامل مع القضايا ذات البعد الإسلامي.
وقالت الجمعية في بيان لها إن «الحرب التي تشنها فرنسا في مالي هي تدخل سافر وعدوان غيرمقبول في شأن دولة مستقلة، ومخالف لكافة المواثيق والأعراف الدولية، التي تجرم اعتداء دولة على سلامة وأراضي دولة أخرى».
واتهم البيان فرنسا «التي كانت تحتل هذه المنطقة في إفريقيا في وقت سابق من القرن الماضي بترك بؤر قابلة للانفجار في أي وقت، الأمر الذي يسمح لها بالتدخل من جديد في المنطقة لاستعادة مصالحها الاستعمارية التي حرمت منها جراء ثورات التحرر التي قادتها شعوب دول المنطقة ضدها حتى حصلت على استقلالها».
واعتبرت الجمعية أن هذا التدخل يكشف عن سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الدول الغربية في التعامل مع العالم العربي والإسلامي، مشيرة إلى أن هذه القوى الغربية التي انتفضت ودفعت بقواتها إلى أعماق أفريقيا لوقف زحف الإسلاميين في شمال مالي هي القوى نفسها التي تقف منذ نحو عامين مكتوفة الأيدي أمام المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه الأعزل.
كما لفتت إلى أن «المجتمع الغربي الذي يتخذ موقفاً متحيزاً ضد الإسلاميين ويشن حربه ضدهم الآن في مالي هو نفسه الذي ساند مجموعات مسلحة في جنوب السودان حتى أعلنت استقلالها عن السودان وصارت دولة معترف بها دولياً».
ونددت جمعية «المنبر الوطني الإسلامي» بموقف الجزائر وغيرها من الدول العربية التي أيدت هذا العدوان وقدمت تسهيلات لتنفيذه أو ساهمت في دفع فاتورة تلك الحرب التي تستهدف أرواح المسلمين، محذرة كل من شارك في هذا العدوان بأي صورة كانت من مغبة استعداء المسلمين بهذه الحرب. ودعت الجمعية الشعب المالي إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذا العدوان الغاشم بكل ما أوتي من قوة، وإلى أن يعملوا على حقن دمائهم وسلامة أرضهم وحفظ أعراضهم، كما طالبت حكومات العالم الإسلامي باتخاذ كافة الخطوات والإجراءات الممكنة لمواجهة هذا العدوان والظلم الواقع على شعب مسلم.