يقاتلون في الخطوط الأمامية ويعيدون جمع ما تبقى من الجيش المالي ويتجنبون وسائل الإعلام وخصوصاً المرئية والمسموعة، إنهم عناصر القوات الفرنسية الخاصة الذين هم في قلب التدخل العسكري الفرنسي في مالي.
والتقى مراسل «فرانس برس» هذا الأسبوع بعضاً من هؤلاء الجنود الذين ينتظرون في مركالا على بعد 270 كلم شمال غرب باماكو، وصول أول رتل مدرع من القوات النظامية الفرنسية يغادر باماكو إلى شمال مالي.
وتحت شرط إبعاد كاميرا التصوير، أعطى اثنان منهم بعض المعلومات المتعلقة بمهمتهم وهي أولاً إعادة جمع الجنود الماليين المتقهقرين أمام هجوم المجموعات المسلحة والذين كانوا عاجزين عن وقفهم من دون مساعدة الجنود الفرنسيين الذين نزلوا من طائرات ومروحيات.
وقال أحد عناصر القوات الخاصة في إشارة إلى الجنود الماليين «عملياً لا توجد سوى حفنة من الشجعان الذين يصمدون نصف ساعة عندما يهاجم الملتحون، ثم يفرون».
وعندما وصل عناصر القوات الفرنسية الخاصة قبل أسبوع تقريباً، اتصلوا بالجنود الماليين الذين لم يفروا وأكدوا لهم أنهم ليسوا وحدهم، وأن تعزيزات ستصل.
وتلقوا المساعدة من حملة جوية مكثفة لم تؤد إلى وقف تقدم المتشددين وحسب، لكنها دمرت أيضاً معظم القواعد ومخازن الأسلحة للقوات الإسلامية ما أوقع عشرات القتلى في صفوفها. وعندما كان لا بد من بدء المعركة البرية، برز الفرنسيون مع تقنياتهم وأسلحتهم الحديثة وظهر الفرق بين الطرفين. وقال الكابتن شيشني كوناتي من الجيش المالي في مركالا «عندما وصلت طليعة الفرنسيين تغير كل شيء». وأضاف أن «الكابتن بنجامين ورجاله كانوا رائعين»، مشيراً إلى المجموعة الأولى من رجال القوات الفرنسية الخاصة الذين وصلوا إلى المنطقة. وتابع «لقد ساعدونا على إعادة بناء دفاعاتنا. وعاد جنود كانوا قد غادروا. من دونهم، كان قضي الأمر بالنسبة إلينا». وعلى الرغم من ضعف عددهم، إلا أن عناصر القوات الفرنسية الخاصة يتمتعون بدعم جوي قوي يسمح لهم بخوض المعركة مع قوات أكثر عدداً. وذكر القائد السابق لجهاز استخباراتي فرنسي طلب عدم الكشف عن هويته بأن «ما يحصل يشبه ما حصل في أفغانستان في 2001 مع مجموعات من القوات الأمريكية الخاصة التي أرسلت لمساعدة تحالف الشمال ضد حركة طالبان».
وهؤلاء الجنود الملتحون الذين يعتمرون قبعات والذين أصبحوا جزءاً من الأسطورة العسكرية الأمريكية، كانوا يمتطون الأحصنة ويدلون الطائرات الحربية الأمريكية على أهداف القاعدة وطالبان بواسطة الليزر. وأضاف المصدر نفسه «نستخدم القوات الخاصة في هذا النوع من الأوضاع عندما تكون هناك حالة طارئة ونعرف أننا يمكن أن نعتمد على مرونتها وقدراتها على التصرف حسب الأوضاع».
«فرانس برس»