قصة حقيقية حصلت في تركيا، تتمحور حول رجل بسيط كان يعمل في صناعة وإصلاح الأحذية، وهذا الرجل كان يتحصل على دراهم بسيطة يومياً تكاد تكفيه وعائلته، وهذا الرجل خلال مسيرته اليومية من البيت إلى دكانه الصغير يمر على مجموعة من محلات الحلويات وكانت نفسه يومياً تنازعه أن يقف ويشتري له بعض الكعك إلا أنه كان يحاربها.
مرت الأيام والأشهر وهو على هذه الحالة حتى من الله عليه بالرزق وتوسعت تجارته وبقى على حالته اتجاه موضوع شراء الكيك والحلويات إلا أنه ابتكر شيئاً وهو أن جعل له صندوقاً صغيراً يضع فيه الدراهم كلما حدثت نفسه أن يشتري شيئاً هو ليس له حاجة من أكل وغيرها وجعل لهذا الصندوق اسماً وهو كأنني قد أكلت وبالتالي كلما توقف أمام دكان للحلويات وأراد أن يشتري وضع قيمة الحلويات في جيب آخر ويضع الدراهم في الصندوق بعد أن يصل إلى منزله.
استمر على هذه الحالة حتى توفى وبعد وفاته تحدثت الزوجة للأهل عن موضوع الصندوق وتم فتحه وإذا به دراهم عديدة وأعجبوا بحكمة الرجل وتكريمه له تم إكمال المبلغ وبناء مسجد تم تسميته مسجداً كأنني قد أكلت وهو يوجد في أسطنبول بتركيا .
من هذه القصة يمكننا أن نسقطها على واقع المسلمين إبان الهجرة عندما ناصف الأنصار المهاجرين منازلهم وأموالهم وحتى زوجاتهم وذلك في سبيل الإخوة الإيمانية ومن باب التحسس إلى احتياج الناس.
من هنا نحن في أمس الحاجة إلى هذه الأطروحات من أجل أن نسعد من ابتلاهم الله بفقر وحاجة وعليه هي دعوة إلى الإسهام في النظر إلى احتياجات الناس وأن نقلل من الكماليات التي ليس نحن بحاجة إليها، ولا نقول تشديد على البعض بحجة أن نسعد الآخرين، وبالتالي إصلاح من جهة ومن جهة أخرى تضييق على أهله، وإنما من باب شراء أمر نحن ليس لنا حاجة به أو حاجتنا به من باب المظاهر، فهل نردد عبارة الرجل الصالح التركي كأنني قد أكلت من أجل صالح آخرتنا.
مجدي النشيط