عواصم - (وكالات): أعلن تلفزيون «النهار» الجزائري الخاص أنه «تم العثور صباح أمس على 25 جثة لرهائن في مصنع الغاز في إن أمناس جنوب شرق الجزائر، في حين أشارت صحيفة «الوطن» الجزائرية إلى أن عدد الجثث 30».
وكان وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد أكد أن حصيلة الضحايا التي أعلنتها وزارة الداخلية مؤقتة و»مرشحة للارتفاع»، بعد نهاية الهجوم الذي شنه الجيش أمس الأول على المتشددين الذين كانوا يحتجزون الرهائن.
وقد تمكنت القوات الجزائرية من تحرير «685 موظفاً جزائرياً و107 أجانب» في عمليتها، كما ذكرت وزارة الداخلية الجزائرية. وعثرت القوات الخاصة للجيش الجزائري على 5 خاطفين تم اعتقالهم، بينما يجري البحث عن 3 آخرين ممن شاركوا في الهجوم على مصنع الغاز.
وقد أنحى القادة الغربيون بالمسؤولية الكاملة في النهاية الدموية لأزمة الرهائن على الخاطفين وتراجعوا عن انتقاداتهم المبكرة للسلطات الجزائرية.
وحول قاله المسلحون من أن تدخل قوات بلاده في مالي هو سبب الهجوم، ذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه يشعر بـ «الصدمة» للتشكيك في طريقة تعاطي الجزائر مع الأزمة.
وتابع «يجب أن لا تكون هناك أية حصانة للإرهابيين»، مضيفاً أن الجزائريين واجهوا وضعاً «فظيعاً» وأن ردود الفعل على مثل هذه الهجمات يجب أن تكون «قوية». وشنت القوات الجزائرية عملية إنقاذ في مصنع للغاز بعد يوم من احتجاز الخاطفين مئات الرهائن من بينهم نحو 100 أجنبي. وانتهى الحصار بهجوم نهائي، وأعلنت الجزائر أن 25 رهينة و32 من الخاطفين قتلوا في حين يرجح أن يرتفع هذا العدد مع العثور على جثث إضافية. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يعتقد أن 6 بريطانيين وأجنبياً مقيماً في بريطانيا قتلوا.
كما ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما باللوم في الحادث الدموي الذي قتل فيه مواطن أمريكي، على محتجزي الرهائن.
وكانت اليابان صريحة على غير العادة في انتقادها للجزائر خلال الأزمة، واستدعت سفير الجزائر في طوكيو وطلبت منه الإجابة على بعض الأسئلة.
والنروج، التي لها 6 مواطنين في عداد المفقودين، انتقدت في البداية السلطات الجزائرية بسبب قلة الاتصالات، ولكن وزير الخارجية النرويجي اسبين بارث ايد قال إن الوضع «تحسن خلال الأيام الأخيرة». وتحدت الجزائر تلك الانتقادات وأعرب حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر عن دعمه «لقرار الجزائر السيادي» بشن الهجوم. وقالت الحكومة الجزائرية إن المتشددين الذين قتلوا في الهجوم على محطة للغاز بالصحراء الكبرى ينتمون لست جنسيات مختلفة. وأمضت مجموعة رهائن فرت من المسلحين 15 ساعة في الصحراء هرباً من خاطفيهم. وأكد شاهدا عيان من بين الرهائن المحررين أن المسلحين أعدموا عند اقتحامهم مصنع الغاز 9 يابانيين.
وقال موقع صحراء «ميديا» الموريتاني على الإنترنت نقلاً عن تسجيل مصور إن الجهادي مختار بلمختار أعلن المسؤولية باسم تنظيم القاعدة عن احتجاز الرهائن في الجزائر ودعا فرنسا لوقف القصف الجوي في مالي.