كتب ـ حسين التتان:
الصديق الصدوق لدى البعض، وبئر الأسرار برأي آخرين، وزوجة ثانية بالنسبة لفريق ثالث، ومدير مكتب لكبار الموظفين ورجال الأعمال، وعامل تسلية للكبير قبل الصغير.. وشاغل أوقات الفراغ وقاتل الملل لدى الجميع.. كل هذه الأدوار وأكثر يؤديها جهاز واحد صغير «الهاتف النقال»..!.
هنا نرصد أغرب الآراء عن علاقة الشخص بهاتفه، أبو قاسم يراه أهم من زوجته «لا أستغني عنه لحظة، بينما ربما أغيب عن زوجتي أياماً وليالي»، وهو بالنسبة لمحمد سعيد «مدير أعمال» لا غير.
الزوجة الأولى
نصف جاد ونصف مازح يقول أبو قاسم إن هاتفه النقال أعز من زوجته «لا يمكنني الاستغناء عنه لحظة، بينما يصادف ألا أرى زوجتي أياماً وليالٍ».
أبو قاسم استودع هاتفه كل أسراره وخصوصياته «من المستحيل أن يبوح بها لأحد، زوجتي ليس بالضرورة أن تكون كذلك» ويضيف «كلنا يعرف أن النساء لا يملكن أنفسهن من نشر الأسرار عند الضرورة».
علاقة أبو قاسم مع هاتفه حميمة أكثر من زوجته «قد أختلف مع زوجتي ويدب بيننا الشجار.. ولكن من يختلف مع هاتفه؟!»..
محمد سعيد محمد يرفض فكرة أن يكون هاتفه أعز من زوجته ويصفها بـ»السخيفة»، ويقول «الهاتف لا يقل شأناً عن أي شخص يتولى مساعدتي في أداء أعمالي ومهامي، هو باختصار مدير مكتبي، يذكرني بمواعيدي المهمة، ومن خلاله أستقبل صور مشاريعي الخاصة، وكافة الرسائل الإلكترونية المتعلقة بإنجاز أعمالي، هو مدير أعمال بامتياز».
الصديق الصدوق
اقتنت أم رضا مؤخراً هاتفاً من الجيل الثالث «بوجوده توسعت دائرة علاقاتي الاجتماعية لأبعد الحدود، وعرفت ما يجري حولنا من أحداث وقضايا، أنا اليوم مدمنة هاتف» وتواصل «أبنائي باتوا يشكون من التهائي عنهم بسببه، ولهم كل الحق».
تحاول أم رضا الموازنة بين علاقتها بالأسرة وعلاقتها بالهاتف «لا أستطيع أن أعيش دون هاتف من اليوم وصاعداً».
راشد أحمد ينظر لهاتفه النقال كصديق صدوق لا يمكن الاستغناء عنه «لو نسيت هاتفك بالمنزل مثلاً وخرجت دونه، فإنك تعيش في عزلة عن المجتمع».
حسين محمد علي يحاول أن يتكلم بطريقة متوازنة «لا شك أن الهاتف النقال اليوم أصبح حاجة ملحة، لكن يجب أن نتحكم بالجهاز لا العكس». حسين لا يستغني عن جواله «هذا لا يعني أني لا أستطيع العيش بدونه، هذه خرافة ابتدعناها، لأنها تبعدنا عن واقعنا وهمومنا الحقيقية، هي تماماً مثل تلفزيون الواقع».