استكمال الربط الكهربائي العربي والربط البري والبحري
التجارة الحرة العربية الكبرى إطار عام للتجارة البينية
تسريع قيام الاتحاد الجمركي العربي والسوق المشتركة
أخذ البعد البيئي في الاعتبار عند أي عمل تنموي
التنمية الحقيقية تتخذ من الإنسان العربي محوراً أساساً
التعاون الاقتصادي قاطرة تقود العمل السياسي والاجتماعي والثقافي
احتضان البورصة العربية يعكس اهتمام البحرين بالتكامل الاقتصادي


دعا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى اتخاذ رؤية مجلس التعاون السياسية والاقتصادية «نموذجاً يحتذى» لبناء تكامل اقتصادي عربي قائم على المصالح المشتركة، لتعزيز الإنتاجية.
وأكد العاهل المفدى، في كلمة له أمام القمة العربية التنموية بالرياض أمس، ضرورة «تعزيز دور منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى كإطار عام للتجارة البينية العربية، وتسريع قيام الاتحاد الجمركي العربي ومن ثم السوق العربية المشتركة ، وصولاً إلى تحقيق أقصى درجات التكامل الاقتصادي».
وقال جلالته إن «من الأولويات الملحة في المدى القريب استكمال مشروع الربط الكهربائي العربي، ومخططات الربط البري والبحري، والمشروعات العديدة المرتبطة بقطاعات الأمن الغذائي، والرعاية الصحية، والطاقة، وتقنية المعلومات والاتصالات، إضافة إلى أهمية أخذ البعد البيئي في الاعتبار في أي عمل تنموي»، مشيراً إلى أن «التنمية الحقيقية يجب أن تتخذ من الإنسان العربي محوراً أساساً، ومن التجديد وسيلة من أجل بناء اقتصاد عربي متين، في عالم سريع التقدم والتغير».
وأضاف العاهل المفدى أن «دعم التعاون الاقتصادي العربي بقوة ضرورة ليكون القاطرة التي تقود العمل السياسي والاجتماعي والثقافي في مختلف المجالات(..) ومن هنا، كان ترحيبنا بمبادرة رجال الأعمال العرب مؤسسي مشروع البورصة العربية المشتركة ، ومبادرتنا باحتضان مملكة البحرين لهذا المشروع الهام وتخصيص موقع ملائم لمقره الرئيس».
وتابع جلالته أن «مبادرتنا هذه تعكس اهتمام مملكة البحرين بتعزيز التكامل الاقتصادي العربي، وتيسير تدفق رؤوس الأموال والاستثمارات العربية والدولية على النحو الذي يدفع عجلة التنمية في مختلف بلدان الوطن العربي ويهيئ البنية اللازمة لإيجاد فرص عمل جديدة ذات قيمة مضافة عالية، الأمر الذي يمثل تحدياً أساسياً يواجه كافة دول العالم».
وفي ما يلي نص الكلمة الكامل
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة،،
الأخوة أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والمعالي،،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
نود في البداية أن نعبر عن سعادتنا للمشاركة في هذه القمة المهمة بدعوة كريمة من أخينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، وأن نعرب عن مشاعر التقدير العميق لما حظينا به من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ أن حللنا في هذا البلد المضياف الشقيق.
ويسرنا أن نتقدم بالشكر إلى دولة الكويت الشقيقة، على مبادرتها بالدعوة إلى القمة العربية التنموية المتخصصة الأولى، التي أكدت رغبتنا الثابتة في تطوير العمل العربي المشترك، وانطلاق مفهوم جديد للتعاون بيننا، كما نود أن نشكر جمهورية مصر العربية الشقيقة على ما قامت به من جهود مخلصة في تعزيز العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي خلال رئاستها للقمة الثانية، متمنينَ أن تحقق هذه القمة الثالثة أهدافها النبيلة في تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية العربية في ظل عالم يسوده الأمن والعدالة والسلام، وهي غاية نسعى إليها جميعاً ونتطلع إلى أن نرى نتائجها الإيجابية.
والشكر كذلك لمعالي الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على جهوده المتميزة لإرساء دعائم العمل العربي المشترك وتنفيذ قرارات القمتين الأولى والثانية.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،،
إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من أمته العربية والإسلامية، قطع شوطاً كبيراً في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ إنشائه خلال فترة قصيرة لم تتجاوز بضعة عقود، وكانت الرؤية والأهداف والعمل الجاد وآليات التنفيذ التي اعتمدها، عاملاً مباشراً ساعد مجلس التعاون في بلوغ الغايات والإنجازات المنشودة في التكامل الاقتصادي، الذي يهدف في المقام الأول إلى إيجاد المسار الصحيح لمستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز مكانته الدولية والإقليمية، بما يصب في مصلحة مواطنيه وتلبية طموحاتهم في التنمية الشاملة والحياة الكريمة.
لذلك فإن رؤية مجلس التعاون السياسية والاقتصادية التي اعتمدها، والإنجازات التنموية التي حققها، وآليات تنفيذها هي النهج السليم الذي نرى أنه مثال يحتذى به، وسبيل لبناء تكامل اقتصادي عربي قائم على المصالح المشتركة في وطننا العربي لتعزيز الإنتاجية، وتحقيق ما تتطلع إليه شعوب أمتنا العربية وآمالها في حاضر مزدهر ومستقبل مشرق.
وفي هذا السياق، فإن التحديات التي تواجه مسيرة العمل التنموي في الوطن العربي في الوقت الراهن يتعين أن تكون قوة دافعة لتضافر الجهود وتعزيز العمل الجماعي من أجل إيجاد الحلول الكفيلة بتجاوز هذه التحديات.
وهذا يتطلب منا أن نعمل على تعزيز الدور الحيوي لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى كإطار عام للتجارة البينية العربية، وتسريع استكمال المقومات اللازمة لقيام الاتحاد الجمركي العربي ومن ثم السوق العربية المشتركة، وصولاً إلى تحقيق أقصى درجات التكامل الاقتصادي بين الدول العربية.
كما علينا ألا نغفل عدداً من الأولويات الملحة في المدى القريب، ومنها على سبيل المثال لا الحصر استكمال مشروع الربط الكهربائي العربي، ومخططات الربط البري والبحري، والمشروعات العديدة المرتبطة بقطاعات الأمن الغذائي، والرعاية الصحية، والطاقة، وتقنية المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى أهمية أخذ البعد البيئي في الاعتبار في أي عمل تنموي.
ويطيب لنا هنا أن ننوه بعدد من الخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها في هذه المجالات، ومنها تكريس العمل العربي المشترك في ما يتعلق بمكافحة الأمراض غير المعدية من خلال المؤتمر الدولي لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط، والذي عقد بالرياض مؤخراً برعاية كريمة من أخينا خادم الحرمين الشريفين، هذا إلى جانب الجهود الخاصة بإعلان الاستراتيجية العربية لتطوير استخدامات الطاقة المتجددة، والتي سيكون لها انعكاس مباشر في تأمين احتياجات الدول العربية من مصادر الطاقة وتنويع هذه المصادر وضمان استدامتها وتوافقها مع معايير السلامة البيئية.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،،
إن التنمية الحقيقية يجب أن تتخذ من الإنسان العربي محوراً أساساً، ومن التجديد وسيلة من أجل بناء اقتصاد عربي متين، في عالم سريع التقدم والتغيّر، الأمر الذي يؤكد أهمية دعم التعاون الاقتصادي العربي بقوة، بحيث يكون القاطرة التي تقود العمل السياسي والاجتماعي والثقافي في مختلف المجالات.
ومن هنا، كان ترحيبنا بمبادرة رجال الأعمال العرب مؤسسي مشروع البورصة العربية المشتركة، ومبادرتنا باحتضان مملكة البحرين لهذا المشروع الهام وتخصيص موقع ملائم لمقره الرئيسي.
ويسرنا التأكيد على أن مبادرتنا هذه تعكس اهتمام مملكة البحرين بتعزيز التكامل الاقتصادي العربي، وتيسير تدفق رؤوس الأموال والاستثمارات العربية والدولية على النحو الذي يدفع عجلة التنمية في مختلف بلدان الوطن العربي ويهيئ البنية اللازمة لإيجاد فرص عمل جديدة ذات قيمة مضافة عالية، الأمر الذي يمثل تحدياً أساسياً يواجه كافة دول العالم .
كما نود أن نشيد بأهمية المبادرة العربية لدعم وتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة، التي تم الإعلان عنها في القمة الأولى بدولة الكويت الشقيقة، والتي تصب في ذات الاتجاه.
وختاماً لا يسعنا إلا أن نؤكد مجدداً بالدور الرائد للمملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في دعم مسيرة التنمية في الأمتين الإسلامية والعربية، متطلعين إلى أن تحقق هذه القمة أهدافها المرجوة، وأن تكون خطوة إيجابية جديدة على طريق البناء والتقدم ودعم التكامل والتآزر بين الأسرة العربية الواحدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العاهل يعود إلى أرض الوطن
وعاد عاهل البلاد المفدى إلى أرض الوطن بحفظ الله ورعايته أمس قادماً من السعودية بعد أن ترأس وفد مملكة البحرين إلى أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة وكان في مقدمة مستقبلي جلالته صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى.
وكان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى قد شارك إخوانه أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة التي بدأت أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض.
من جانب آخر قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن قرارات القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في الرياض ستؤكد الإصرار على المضي قدماً لتوثيق عرى التلاحم بين الدول العربية، والبحث الجاد عن مفهوم جديد للتعاون بينها، مشيراً إلى أن «هذا الاجتماع ونتائجه وغاياته هو لأمتنا العربية، ويهدف للوصول إلى حياة كريمة حرة تقوم على العدالة والإنصاف وتهدف إلى الرخاء وتسودها الثقة في مستقبل آمن، لأجيال عربية لا يتهددها الخوف».
وأضاف عاهل البلاد المفدى، لدى وصوله الرياض أمس مترئساً وفد مملكة البحرين إلى أعمال القمة العربية التنموية الثالثة، أن القمة ستشهد «تبادل الرأي والمشورة حول الأوضاع والتطورات على الساحة العربية والدولية»، موضحاً أن «عمق الارتباط والرغبة الأكيدة والثابتة بيننا في تطوير عملنا العربي المشترك بما يحقق طموحاتنا وآمال وتطلعات دولنا ومواطنينا، له تأثير مباشر يساعدنا على مواجهة التحديات والتغلب على العقبات والصعوبات التنموية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الأمة العربية».
وأعرب العاهل المفدى عن «السعادة غامرة كلما وطأت أقدامنا المملكة العربية السعودية الشقيقة أرض الإسلام والسلام وموطن العروبة لكي نلتقي مع أخينا خادم الحرمين الشريفين، وإخوتنا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية». وتابع جلالته أن «اجتماعنا هذا، وما سوف نتوصل إليه من قرارات ونتائج، يؤكد على أننا أكثر إصراراً في ما يتعلق بالمضي قدماً لتوثيق عرى التلاحم بين دولنا العربية، ويؤكد أننا جميعاً نسير ونبحث جادين وبعمق عن مفهوم جديد للتعاون بيننا، تعاون بدأناه بمبادرة كريمة من أخينا حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي دعا إلى قمة عربية متخصصة في التنمية والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي في دولة الكويت عام 2009».
وأشار عاهل البلاد المفدى إلى أن «تجدد اجتماعاتنا اليوم في الرياض هو تعبير صادق عن إرادتنا، وصياغة عملية للروابط الثابتة بيننا، ومن ثم فإن هذا الاجتماع ونتائجه وغاياته هو لأمتنا العربية، وهو الأمل الذي تطمح إليه قلوب مواطنينا على امتداد الوطن العربي الكبير وتطلعاتهم نحو مزيد من روابط أوثق، ووشائج أصفى وأعمق، وحياة كريمة حرة تقوم على العدالة والإنصاف وتهدف إلى الرخاء وتسودها الثقة في مستقبل آمن، لأجيال عربية لا يتهددها الخوف، وإنما ترفع رايات الأمل والعزة والمجد».
وأعرب جلالة الملك عن تمنياته للقمة بـ»التوفيق ليكون غد أمتنا العربية أكثر ازدهاراً»، داعياً المولى العلي القدير أن «يجمع قلوبنا على الخير دائماً، إنه نعم المولى ونعم النصير». وكان في مقدمة مستقبلي جلالة الملك المفدى لدى وصوله إلى مطار القاعدة الجوية د. يوسف أحمد العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية وعبدالمحسن المارك سفير المملكة العربية السعودية لدى مملكة البحرين رئيس بعثة الشرف والشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية وقائد قاعدة الرياض العسكرية.
وغادر عاهل البلاد المفدى أرض الوطن بحفظ الله ورعايته أمس متوجها إلى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ليترأس جلالته وفد البحرين إلى أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة، تلبية لدعوة كريمة تلقاها جلالته من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة.