بقلم: د.مصطفى السيد:
بالأمس استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بحضور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مجموعة من أيتام المؤسسة الخيرية الملكية، وذلك جرياً على عادته السنوية، ولقربي من الموقع لاحظت الكثير من المواقف الإنسانية الجميلة لجلالة الملك، فجلالته أصر على مصافحة وتقبيل كل يتيم من أبنائه الحاضرين بدون استثناء، ليبادلهم العطف والحنان. غمرت جلالته فرحة لا توصف وهو يستقبلهم جميعاً، وسعادتهم كانت كذلك كبيرة جداً بتواجدهم مع والدهم جلالة الملك المفدى، وشدني في تلك الأثناء موقف يتيمة ضمت جلالة الملك بكل حب ووضعت رأسها على صدره الحنون، وبادلها جلالته بضمها إليه وهو يمسح على رأسها متمثلاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرَّت عليها يده حسنات». بادلها جلالته الشعور في صورة إنسانية جميلة تعبر عن تواضع جلالة الملك وحبه الأبوي لأبنائه، وعن عفوية الطفلة في كسب الحنان من هذا الرجل الكريم، وهناك مواقف إنسانية أخرى قريبة عندما التفت جلالة الملك لي وهو يستقبل الأيتام قائلاً إن أبناءنا بصحة وعافية لله الحمد، فرددت عليه بأن هذا يرجع إلى رعايتكم واهتمامكم من بعد فضل الله عز وجل. كان الجو مفعماً بمشاعر الحب والحنان الذي غمر الجميع وأزال الرهبة من نفوسهم حتى تلك الطفلة البريئة التي أخذتها العبرة وسالت دموعها على وجهها الجميل فما كان من الوالد الحنون عندما رأى ابنته في هذا المشهد إلا أن ضمها إلى صدر جلالته حتى اطمأن قلبها وهدأت فمسح بيده الكريمة دموعها ورسم البسمة على ثغرها. وفي النهاية ليس هناك أجمل من هذا الشعور الأبوي بالحنان الجميل الذي يتجلى في شخصية ملك القلوب، حفظ الله الملك وحفظ أبناءه وحفظ مملكتنا الغالية.